استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله عصر الثلاثاء 6 ذو الحجة 1435هـ جمعاً من الحجيج من حملات خليجية متفرقة.
وقد ألقى سماحته كلمة توجيهية حول الصراع والتناقض الذي يعيشه الإنسان بين حاجات الروح وحاجات الجسد حيث أوضح سماحته البيان القرآني في دعوة إبراهيم الخليل في قوله تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [الحج : 27]، حيث تتضح من خلال تقديم (رجالاً) أي سعياً على الأرجل، ثم قوله تعالى وعلى كل ضامرٍ من الدواب المتعبة ، ثم (يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) حيث وعورة الفجاج وعمقها الزماني ، حيث تتجسد الصعوبة والوعورة في كل مفردة من مفردات الآية الكريمة.
وتساءل سماحته بقوله: “لماذا يتحدث القرآن الكريم عن رحلة الحج مبتدئاً بالأصعب فيها؟”.
ويستدرك سماحته قائلاً: “لأن رحلة الحج ليست نزهة بل هي رحلة شاقة وأهل البيت عليهم السلام كانوا يتعمدون أن يصلوا للحج مشاة حفاة علماً أن مشي القوافل آنذاك كان في حرارة النهار ..”.
وأضاف سماحته : “لأن هناك صراع بين الروح المتطلعة والجسد المخلد للأرض ولكن هذا الحج يحسم هذا الصراع لصالح الروح ولذلك فإن علينا أن نستمرء الصعوبات لأن هدف الحج أن نتعلم تحمل الصعوبات ، فإذا قاومت شهواتك ورغباتك وراحتك ونومك فإن هذه الروح تتقدم وتنمو وتسمو حتى تتصل بالغيب”.