Search Website

المرجع المدرسي خلال درس التفسير: الشرك رذيلة كبرى تتشعب منها سائر الرذائل

المرجع المدرسي خلال درس التفسير: الشرك رذيلة كبرى تتشعب منها سائر الرذائل

 قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، إن الشرك هو الرذيلة الكبرى التي تتشعب منها سائر الرذائل الأخرى، مؤكداً أن الحديث عن الشرك في القرآن الكريم حديث دائم وقد تناوله في أكثر من سورة وأشار له في العديد من الآيات.

وفي بيان الإطار العام لسورة الزمر المباركة التي شرع سماحته في تفسيرها لجمع من العلماء وطلبة الحوزات العلمية، اليوم الاثنين، في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة؛ أوضح أن الله تبارك وتعالى يبيّن في سورة الزمر أحدى أهم جوانب اقتلاع جذور الشرك المتمثلة بالعقائد الفاسدة والخطأ المنهجي في التفكير من خلال الاعتقاد الزاعم بأن الصنم هو وسيلة الى الله، فيما بيّن سماحته أن بدايات سورة الزمر ومنها قوله تعالى: “تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ” تشير إلى أن تنقية القلب ودفع الوساوس الشيطانية التي تدعوا إلى الشرك بالله؛ لا بد أن تكون من خلال القرآن الكريم الذي نزل بالحق.

وفي معرض حديثه عن أسباب الشرك العقدي قال سماحة المرجع المدرسي: “الشرك العقدي ينبع من سوء الفهم وعدم وضوح الرؤيا وإتباع طواغيت الأفكار المضلة، حيث يحدثنا القرآن الكريم مرات عدة عن مجموعة من البشر اعتقدت أن الأصنام وسيلة لعبادة الله، ومن هنا جاءت التحذيرات المتكررة في القرآن مذكرة بضرورة اجتناب الطاغوت الفكري المتمثل بمن يتبنى الأفكار المنحرفة ومن يروّج لها”.

هذا وشدد سماحته على ضرورة أن تكون للإنسان عقيدة واضحة في معرفة الله  عبر استخدام الوسيلة التي بينها القرآن الكريم للتقرب إليه، داعياً إلى  عدم الخلط بين الأفكار البشرية والأفكار الإلهية التي جاءت في كتابه المبين لكي لا يتولد للفرد تصور خاطئ عن الله والدين.

وفي تفسير آية البسملة من سورة الزمر بيّن سماحته: “للبسملة في هذه السورة معنىً خاص يتلخص في دعوة الإنسان إلى تصفية قلبه وتنقيته من شوائب الأفكار المنحرفة من خلال التوكل على الله وعبر اسم الله “بسم الله” والتي من دونها يعتبر كل عمل أبتر فمن خلالها يكتمل توفيق الإنسان في كل عمل ينوي القيام به”.

أما في تفسير الآية الأولى في قوله تعالى: “تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ” فقد ركز سماحته على بيان مفردة “العزيز” موضحاً ذلك بالقول: “العزة تعني الجانب العملي للقوة واستخدامها على أكمل وجه عند الحاجة، وهي إشارة من ربنا إلى تنفيذ الكتاب بعزة الله وتطبيقه بعد أن فرضه على البشرية”.

وأضاف سماحته: “كما تعني  الآية  أن تطبيق ما في هذا الكتاب يمنح للمجتمعات القوة الظاهرة على الأرض لأنه من الله العزيز القوي، باعتبار أن الثقافة القرآنية ثقافة عزيزة وقوية تنتشل الإنسان من الضعف إلى القوة”.