Search Website

المرجع المدرسي خلال درس التفسير: “الطبيعة مرآة تجلٍ لجمال صنع الله في الآخرة وعلى الإنسان أن يكون جدياً لبلوغ الجنة”

المرجع المدرسي خلال درس التفسير: “الطبيعة مرآة تجلٍ لجمال صنع الله في الآخرة وعلى الإنسان أن يكون جدياً لبلوغ الجنة”

أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، أن الطبيعية الخلابة التي خلقها الله تعالى إنما هي مرآة لتجلي قدرته في الصنع، وأنموذجاً بسيطاً للجنة التي وعد الله بها عباده المتقين، فيما شدد سماحته على ضرورة أن يتطلع الإنسان لبلوغ النعم الأخروية التي تعد من ثمار العمل الصالح في الدنيا.

جاء ذلك خلال درس التفسير اليومي الذي يلقيه على جمع من العلماء وطلبة البحث الخارج في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة.

وفي جانب من حديثه أكد سماحته أن ما نستوحيه ونستلهمه من آيات القرآن الكريم هي دعوة صريحة بأن يكون بني البشر جدّيين في حياتهم, مشدداً أن على الإنسان أن يحدد هدفه في الدنيا إما أن يرتفع إلى القمة ليفوز بالجنة والرضوان، أو ينحدر إلى وادي الخسران ويدخل النار والعذاب الأبدي.

في تفسير قوله تعالى من سورة الزمر: “لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ…” قال سماحة المرجع المدرسي: “إن الله سبحانه وتعالى أكمل نعمه على البشر أن جعل لهم في الدنيا أنهاراً وبحاراً وينابيع كانت سبباً لنمو الإنسان والحيوان والنبات” مشيراً إلى أن  الله عز وجل قادر على أن تنمو هذه الكائنات دون الحاجة إلى المياه، لكنه أكمل هذه اللوحة الرائعة الصنع بمناظر المياه والجداول وهي تجري وتسقي من على الأرض.

فيما بيّن سماحته في تفسير قوله تعالى: “أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ” أن على الإنسان المؤمن أن  ينظر إلى الطبيعة من حوله بتأمل لكي يستوعب قدرة الله ووعده في القرآن الكريم بأن يكون ثواب العمل الصالح الجنة, مشيراً إلى أن الإنسان ليس بحاجة إلى أن يغوص في تخوم الأرض أو العروج إلى قمم السماء لكي يعرف حقيقة الآخرة ويؤمن بها، وإنما عليه فقط أن يتأمل بعمق في آيات الله المدونة في القرآن الكريم وفي آيات التكوين التي خلقها من حوله بعد أن يتجرد عن أفكاره المسبقة وأهوائه النفسية.

وتابع سماحته بالقول: “هذه الآية كانت غامضة لدى المفسرين فبعضهم قال أنى يكون هذا الماء من السماء ونحن ننزحه من الآبار ونستقيه من الينابيع العذبة على الأرض؟ فيما اكتُشف بعد ذلك أن كل مياه الأرض مصدرها السماء وبذلك تصبح هذه الآية واضحة المعنى”.

إلى ذلك لفت سماحة المرجع المدرسي إلى أن آيات القرآن التي تتحدث عن بديع صنع الله في خلقه للطبيعة إنما هي تذكرة لكل ذي عقل يعلم بهذه الحقائق لكنه يغفل عنها ولكنه بحاجة إلى من يذكره، مستشهداً حول ذلك بقوله تعالى: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ”.