Search Website

المرجع المدرسي خلال درس التفسير اليومي: الإعراض عن آيات الرب ونذره سبب لنهايات الأمم وفشلها

المرجع المدرسي خلال درس التفسير اليومي: الإعراض عن آيات الرب ونذره سبب لنهايات الأمم وفشلها

واصل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، درسه في تفسير سورة غافر المباركة لجمع من العلماء وطلبة البحث الخارج في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة، بعد أن أنهى درسه في تفسير سورة الزمر.

وبعد أن بيّن سماحته في الدرسيّن السابقين الإطار العام لسورة غافر، والذي يدور حول الجدال في آيات الله ودوافعه؛ أكد، أمس الأحد، أن على الإنسان أن ينفتح على آيات الله في الخلق وعلى نذر ربه التي تأتيه عبر آثار الأنبياء والكتب السماوية ومضامين الأدعية المباركة، منوها إلى أهمية تلقي نفحات الرب من خلالها, وعدم الانغلاق وتفسير الكلمات والأفكار بحسب السابقيات الفكرية وهوى النفس وتغليب المصالح.
وقال سماحته: “علينا أن ندرس العلامات والآيات من حولنا بشكل مستمر لكي نضمن الاستمرار والاستقرار في هذه الحياة ولكي نسدل بتلك العلامات على سنن الله في الطبيعة والخلق والأرزاق ومواجهة الأخطار”.
وأضاف سماحته: “إن مشكلة الإنسان التي تجلب له الفشل والنهاية المأساوية وهو انقطاعه عن آيات ربه في الخلق ولا وعدم التواصل معها وهو ما يحدث مع الكفار الذين لا يستطيعون فهم الآيات من حولهم واستيعابها”.
وفي بيان الموضوع عرض سماحة المرجع المدرسي جملة من الأمثلة والشواهد الواقعية، التي بيّنت حجم غفلة الكثير من بني البشر للعلامات المنذرة والنتائج المترتبة على إهمالها، بعد أن أوضح قائلاً: “الحاكم المتربع على كرسي الحكم عندما يرى أبناء شعبه قد خرجوا في تظاهرات عليه أن يعلم جيداً أن الوضع السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي متدهور، لا أن يتهم الآخرين بالإرهاب والإخلال بالأمن للبلاد” منبهاً أن مجرد إهمال هذه العلامات أو عدم قراءتها بالشكل الصحيح يؤدي إلى سقوط ذاك الحاكم عاجلاً أو آجلاً.
فيما أشار سماحته إلى أن الغرور أحد أبرز الأسباب والحجب التي تحول بين الإنسان وبين الانتفاع من  النذر الإلهية عبر الرسل أو الآيات مؤكداً ذلك بالقول: “الكثير من بني البشر يكفرون بآيات الله والعلامات التي تنبههم قبل حدوث الكوارث رغم إنها آيات بينات وعلامات واضحات، والغرور هو أحد أبرز أسباب الإنكار والجدال في آيات الله والإعراض عنها”.
إلى ذلك شدد سماحته على أهمية استلهام الدروس والعبر وكشف السنن الإلهية من خلال القصص القرآنية وما جرى على حياة الأنبياء (ع)، محذراً من أن يكون الغرور حاجزاً بين الإنسان ومعرفة الحقائق وآيات ربه.
وذكّر سماحة المرجع المدرسي بعدم الانجرار وراء مغريات الحياة من المال والجاه والمنصب والشباب لأنها أمور ثانوية واعتمادها محوراً رئيساً في الدنيا يجعل الإنسان غافلاً عن الحقائق، منوهاً إلى أن كل ما في هذه الدنيا عواري والعواري مستردة.
وفي تفسير قوله تعالى: “وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ” قال سماحته: “أي يسكتون الأنبياء ويحولون بين الناس وبين خطابهم المنذر لمجتمعاتهم آنذاك، واستخدام الأساليب المختلفة لمحاربة خطاب الوحي, فإذا تحدث الرسول أو الداعية بالغيب أو المعاجز والكرامات الإلهية مثلاً؛ أحضروا له السحرة، و إذا تكلّم عن أفكار الوحي الرسالية احضروا له الأفكار المنحرفة عبر الفلاسفة” مستشهداً حول ذلك ببعض الأفعال التي أقدم عليها بني العباس خلال فترة حكمهم وعلموا مجتمعهم كيف يعبدون الله بطرق بعيدة عنه ولا تتصل به، واعتماد زخرف القول من خلال الأفكار الدخيلة على الإسلام.
واختتم سماحته منوها أن محاربة آيات الله وخطاب الوحي عبر الأنبياء والدعاة إلى الله سنة إلهية تتكرر، ولا تختص بقوم أو زمان دون آخر، مبيناً أن القرآن الكريم يؤكد أن هذا النوع من البشر هم من أصحاب النار الذين سيخلدهم الله فيها.