Search Website

المرجع المدرسي خلال درس التفسير: لابد أن تقترن التقوى بالعمل والعمل بالنية الخالصة

المرجع المدرسي خلال درس التفسير: لابد أن تقترن التقوى بالعمل والعمل بالنية الخالصة

يواصل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، تفسير أواخر سورة الزمر المباركة لجمع من العلماء وطلبة البحث الخارج في الحوزة العلمية، بعد أن كان قد شرع بتفسيرها مطلع العام الدراسي الحالي.

وتناول سماحته خلال بحثه اليومي بصائر قرآنية عدةٍ تمحورت حول التقوى وسبل الدخول إلى الجنة عبر معرفة الله والعمل المقترن بالنية.

وقال سماحة المرجع المدرسي: “إن التقوى عادةً ما تكون من الأمور السلبية بمعنى اتقاء المحرمات الذي يتجسد في الورع عادةً”، مشيراً إلى أن مجرّد التقوى بهذا المعنى لا يكفي وإنما ينبغي أن يقرن بالعمل الصالح عملاً بقوله تعالى”إنما يتقبل الله من المتقين”.

وأكد سماحته أن لكل عملٍ أكثر من صورةٍ, وأكثر من إطار، فالعمل هو جهدٌ من قبل الإنسان يقتضي تغيراً في المحيط, موضحاً أن لا بد من نية لكل عملٍ يقوم به الإنسان لكي يحدد موقفه والإطار الذي يوضع فيه ذلك العمل.

وفي تفصيل ذلك قال سماحته: “الكفّار صلاتهم عند البيت كانت مكاءً وتصديه, وربنا يقول في آية كريمة (فويل للمصلين) فالنية هي من يحدد إذا ما كانت تلك الصلاة رياءً وتصديه لا قيمة لها, بل تصبح قيمتها مضادة, وهكذا فإن كل عملٍ يتخذ صبغةً انطلاقاً من النية”.

وشدد سماحته على ضرورة أن تكون النية خالصة لله سبحانه وتعالىوكما أن لا عمل إلا بنية؛ كذلك لا نية إلا بالخلوص والتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى, لذلك ربنا يقول “وسيق الذين اتقوا ربهم” لافتاً إلى أن محورية الدخول إلى الجنة تدور حول الإيمان بالله ومعرفته, والعمل ونيته.

وفي تفسير قوله تعالى: “وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا” قال سماحة المرجع المدرسي: “الذين اتقوا ربهم يساقون إلى الجنة زمرا مع أئمتهم وقادتهم وهذا تأكيد على ضرورة الانتماء فلا بد أن يختار الإنسان انتمائه ولا يدع الانتماء يفرض عليه”، مبيناً أن الانتماء الحقيقي هو أن يعيش الفرد لله حتى في صداقته مع الآخرين.