المرجع المدرسي يطالب السياسيين بحل خلافاتهم والموظفين في دوائر الدولة بأداء عملهم بروحية عالية

قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله ان زيارة الاربعين تمت بحول الله وقوته والله يعلم كم هي النفوس التي تطهرت وكم هي الرقاب التي اعتقت من النار وكم من التغييرات التي حدثت بفضل الامام الحسين عليه السلام .

وخلال محاضرته التي القاها اليوم الثلاثاء، في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة، تسائل سماحته ماهي المسؤوليات التي علينا في هذا الزلزال العظيم في طريق كربلاء، وكم من الطاقات التي الهائلة التي تفجرت لا يعلم امرها الا الله واهل بيت النبي عليهم الصلاة والسلام، داعيا في هذا السياق الى الى قراءة الحديث الشريف قول رسول الله (ص) ان (الحسين في السماء اعظم منه في الارض وانه مكتوب على ساق العرش انه مصباح هدى وسفينة نجاة).

وبين سماحته انه يجب على المؤمن اذا وقع في ضلالة ان يستضيئ بمصباح الحسين عليه السلام وانه هو خارطة الطريق الذي يضيئ للعالم كله، لافتا الى اننا نقع في فتن ومشاكل كثيرة في العالم في عصرنا الحالي، وتحيط بنا الاخطار من كل جانب فأذا اردنا الخلاص من هذه المشاكل كلها يجب علينا ان نركب سفينة الامام الحسين، لكي نتخلص من الوساوس الشيطانية التي بداخلنا.

واضاف سماحته قائلا اعلموا ان هذه الوساوس الشيطانية قد كثرت في هذا الوقت واصبحت ادوات جديدة، مثل الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي، واعلموا ان هذه هي حقيقة جنود الظلام وهم جنود ابليس، وتابع سماحته اننا اذا اردنا ان نتخلص من هذه المشاكل يجب علينا ان نستنير بمصباح والهدى وعلينا الركوب في سفينة النجاة لانها تسع الجميع.

وأشار سماحته الى ان الرسول (ص) واهل بيته (ع) هم الذين يشفعون للامة الاسلامية وان للحسين (ع) منزلة عظيمة عند الله، فباستطاعته سلام الله عليه انيشفع لملايين الناس، واعلموا قدركم ايها الزائرين عند اهل البيت عليهم السلام ..

ودعا سماحته الى الخطباء الذين هم موجودون في كل مكان دعاهم الى ان ينتبهوا الى كرامات ابي عبد الله الحسين وان يستضيئوا بنوره ، مطالبا في ذات الوقت علماء الدين والخطباء ان يقوموا بتوجيه الناس ويستغلوا الفرصة ويوجهوا الناس الى ما فيه صلاح للامة وان يخرجوها من الظلام الى النور.

من ناحية أخرى طالب سماحته السياسيين بان يقوموا بالدور الصحيح في حل الخلافات فيما بينهم، وأن ويعلموا بان هذه الدنيا ليست الا ايام معدودة وعليهم ان يعملوا لاخرتهم، مضيفا اننا نأمل منهم خيراً.

وفي سياق الحديث شدد سماحته على الموظفين في دوائر الدولة والمدراء ان يقوموا باداء عملهم بروحية عالية، مطالبهم بأن يؤدوا دورهم الحقيقي لخدمة الناس، مبينا ان على كل فرد ان يقوم بدوره الصحيح في خدمة الناس واتقان العمل، ويجب عليهم ان يبنوا ويعلموا البلد على البناء والتطور من اجل الحصول على روحية جديدة.

من ناحية أخرى شكر سماحته المؤسسات الامنية والخدمية على ما قدموه من دور فاعل لخدمة الزائرين، فيما وجه حديثه الى الزائرين من ابناء الشعب العراقي قائلا لهم بأن لا تقصروا في اعمار بلدكم، لان العراق لا يكمل اعماره الا بيدكم ايها العراقيين.

واوضح سماحته يجب على الناس اذا ارادوا ان يقوموا بعمل ما ان يذكروا اسم الله واسم الامام الحسين ليعلموا ان هذه هي بركات اهل البيت عليهم السلام، داعيا الى نبذ الخلافات والعصبيات والصراعات التحزبية، وان يتركوا ملذات الدنيا ويتجهوا الى الاعمال الخيرية كبناء المؤسسات الدينية واصلاح المجتمع وعدم اثارة الفتن.