Search Website

نصرة المظلومين ومقارعة الطغيان يجلب ”النصر الإلهي“

نصرة المظلومين ومقارعة الطغيان يجلب ”النصر الإلهي“

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٤ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ ﴿١٧

(سورة القصص المباركة)

.

نصرة المظلومين ومقارعة الطغيان يجلب النصر الإلهي والعزّة والكرامة

إعداد / بشير عباس
سلم الاولويات في القيم يختلف من مذهب لآخر، ومن مجتمع لمجتمع آخر. فبينما يهتم البعض بالتقدم الاقتصادي، ترى الاخرين – مثلاً- يهتمون بالخدمات، وغيرهم يهتم بالعدالة الاجتماعية، وآخرون يهتمون بالوجاهة والمناصب السياسية. كل هذه القيم سليمة، ولكن السؤال؛ أية قيمة تسبق الاخرى؟ وكيف نبني هرم القيم بحيث نعرف عند حصول الاختلاف أية قيمة أفضل من غيرها ؟
هذا سؤال كبير وعظيم، ولذلك حينما تجد ان المجتمعات البشرية اليوم وقبل هذا اليوم وعبر التاريخ المديد كانت مجتمعات غير متجانسة، انما السبب يعود الى اختلاف وجهة نظرهم في أولويات القيم. فما هو سلم الاولويات في قيم الدين الاسلامي وفي الشريعة السمحاء؟
فاذا تقاطعت الحرية مع الامن، هل نقدم الحرية أم الامن؟ واذا تقاطعت الخدمات والاهتمام بها مع التقدم الاقتصادي والذي يحتاج الى شدّ الاحزمة والتضييق على النفس لبعض الوقت، هل الرفاهية أم العمل الاقتصادي، وهكذا…
*ثلاث قيم في الإسلام*
يبدو واضحاً ان الاسلام يهتم بقيم ثلاث:
القيمة الاولى: الحق
إن الله تعالى خلق السموات والارض بالحق، وما خلق السموات والارض باطلاً، فكل شيء في الخليقة حق. وقد وضع بحق ويخدم هدفاً محدداً، ومن يصارع الحق يُصرع و يتلاشى، وهذه سنة الله. أرأيت الذي ينكر الجاذبية ويرمي بنفسه من شاهق؟! ان نتيجة عمله وإنكاره لقانون الجاذبية هو ارتطامه بالارض وتحطم عظامه وموته، وهكذا سائر الحقائق والقوانين في الحياة، من ينكرها يلاقي مصيره المحتوم. ومن نحن جزء من هذه المنظومة وهذا الواقع الذي يحيط بنا.
القيمة الثانية: العدل
وماذا يعني العدل؟ انه استجابه للحق، وان تعطي لكل ذي حق حقه. “ولا يجرمنكم شنئان قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى”، يقول الامام امير المؤمنين (ع) في مضمون حديثه، أن العدل يسع الجميع، لا أن يكون التوزيع لأناس على حساب آخرين.
القيمة الثالثة: الاحسان
“ان الله يأمر بالعدل والاحسان” لان من دون تعاون البشر فيما بينهم فكرياً او عقلياً او عاطفياً او عضلياً، وفي كل مرافق الحياة، تصبح حياة البشرية جحيماً.
في مقابل هذه القيم الثلاث، هنالك ثلاث قيم مضادة، فمقابل الحق الكفر، ومقابل العدل الظلم، ومقابل الاحسان البغي. و ربنا يقول: “وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي”، وهو بمعنى تجاوز الانسان على حقوق الاخرين، لذا فان اهم صفة للانسان المتوازن و الكامل بحق هي صفة الاحسان، ان يمد العون نحو الاخرين.
*الإحسان. . الوقوف مع المظلوم*
في سورة القصص يحدثنا ربنا تعالى عن نبيه موسى بن عمران عليه السلام، وانطلاقته الاولى وكيفية تعامله مع المجتمع المصري آنذاك، “وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ”، فبالاضافة الى ما أتاه الله تعالى الحكم، وهو الرسالة والنبوة والقيادة، وايضاً العلم، كان موسى يحمل صفة الاحسان، ونفس الصفة جاءت في قصة نبي الله يوسف (ع)، فقد أعطاه الله تعالى حكماً وعلماً وقال: “وكذلك نجزي المحسنين”.
والسؤال هنا: ما هو طبيعة الاحسان الذي كان عند موسى بن عمران وكان ايضاً عند يوسف بن يعقوب عليهما السلام ؟ فهل كانا يوزعان النقود على الفقراء؟ او يتكفلان الايتام، او يبنون الحسينيات والمساجد والمدارس؟ كل هذا يُعد من انواع الاحسان، لكن بالنسبة الى يوسف الصديق عليه السلام فان احسانه كان في تحديه للانحراف الاخلاقي في مجتمعه، وبسبب هذا الانحراف تعرض للسجن فقال: “قال ربي السجن احب الي”، وبعد أن أدخل الزنزانة وهي طامورة في جوف جبل، أطلق عليه نزلاء السجن بـ (المحسن)، والسبب هو أنهم سألوه في اليوم الأول لدخوله عليهم، لماذا سجنوك؟ هل اعتديت على احد؟ هل سرقت؟ كل الاجابات بالنفي، ثم قال يوسف: ان زوجة الملك ارادت مني فعل الفاحشة وانا أبيت ذلك. فقالوا له: “انا نراك من المحسنين”
أما بالنسبة لنبي الله موسى عليه السلام وكيفية احسانه، يقول تعالى: “وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ”، هذه الآية تشرح كيفية الإحسان الذي أسداه نبي الله موسى لابناء مجتمعه، وكان دخوله المدينة في وقت (غفلة) الناس، بمعنى أنهم كانوا نياماً، والظاهر ان الوقت كان ظهراً وليس مساءً، “فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه”، وهذا بمعنى ان موسى عليه السلام، كان معروفا في المجتمع، لديه أعداء كما لديه اصدقاء وشيعة واتباع، ثم انه فوق ذلك وفي نظر مجتمع بني اسرائيل يُعد (ابن فرعون) ذلك الانسان الذي يدّعي انه (الرب الأعلى)، وانه بموت فرعون يصبح هو الملك والحاكم الأعلى في البلاد، فاستغاثه الذي من شيعته وهو من بني اسرائيل على الذي من عدوه وهو من الاقباط، هنا لم يفكر موسى بالظروف المحيطة وانه مقرّب من البلاط ومن الحكم، إنما بادر على الفور “فوكزه موسى فقضى عليه”، وهذا دلالة على القوة البدنية الفائقة التي كانت لدى موسى بن عمران. لكن بعد هنيئة، وعندما وجد موسى انه قتل نفساً، قال: “هذا من عمل الشيطان”، بمعنى ان الشيطان هو الذي يدفع الناس دائماً ليعادي بعضهم بعضاً، أو ليتجاوز البعض على حقوق البعض الآخر، والقبطي في هذه القصة كان يريد فرض (السخرة) أحد الاسرائيليين، وكان عنده حمل ثقيل وطلب منه حمله الى مسافة بعيدة من دون مقابل.
إذن؛ فقد وقف موسى مع المظلوم في مقابل الظالم، لكن هذا لايمنع من ان يؤكد صلته بالله تعالى ويستعيذ بالشيطان الرجيم الذي وصفه بانه “عدو مظل مبين”، ثم قال: “قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”، بمعنى ان الؤمن عند الانتصار، عليه ان يستغفر ربه، وهذه الفلسفة نقرأها في سورة النصر: “اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا”. والسبب في هذا الاستغفار، ان كل انسان يحقق انتصاراً معينا في الحياة يشعر بالنشوة في نفسه وربما يطغى، وهذا الأمر طبعاً بعيد عن نبي الله موسى عليه السلام، لكنه متوقع منّا نحن الاشخاص العاديين، عندما يصل البعض الى منصب معين او موقع حساس فانه سيكون معرضاً لحالة التكبر على الاخرين، بينما يوصي الاسلام من ينتصر ان يزداد تواضعاً بين الناس. هكذا كان النبي الاكرم صلى الله عليه وآله عندما دخل مكة المكرمة منتصراً وضع رأسه على قربوس فرسه حتى لا يراه أحد تواضعاً لله. ثم تقول الآية الكريمة على لسان موسى عليه السلام: “قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ”، وهنا يدعو موسى ربه، بانه يمتلك القوة البدنية التي يضرب بها أعدائه، لكن لا تكون لصالح الطغاة والمجرمين، ولحساب الباطل.
*الشعور بالمسؤولية*
كما بلغ نبي الله موسى هذا المتسوى من تحمل المسؤولية إزاء ابناء مجتمعه، علينا اليوم الوقوف الى جانب المظلومين و المستضعفين، فالذي ينصر أخاه المظلوم الذي ينادي ويستغيث فان الله تعالى يحببه ويقربه، وطالما توصينا السيرة العطرة للمعصومين بنصرة المظلوم واتخاذ الموقف الحازم من الظلم والعدوان، وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في الحديث المأثور: (من رأى رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجيبه فليس بمسلم)، والقرآن الكريم يدعونا بصراحة: “ما لكم ما تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين”، فالدفاع عن المظلوم ربما يصل الى درجة خوض القتال والحرب ضد الاعداء. ثم ان القاعدة العامة والسنّة الثابتة في الحياة تقتضي ان لا ينزوي الانسان ويغلق باب داره دون الناس، والمثل يقول: (من حلقت لحية جار له فليسكب الماء على لحيته). لنفترض شخصاً جالساً في بتيه ثم يرى الدخان يتصاعد من بيت قريب له، فهل سيبقى جالساً في بيته كأن شيئاً لم يكن؟! واكثر من ذلك، لو ان الشعب العراقي قد انتفض بوجه نظام حزب البعث منذ اليوم الاول الذي أعدم فيه أول معارض، هل كان يستمر كل هذه السنوات جاثماً على صدر هذا الشعب وألحق به كل هذه الويلات والمصائب؟
إن الدين ليس باقامة الصلاة وإطالة اللحية وحفظ بعض الكلمات… إنما الدين هو الدفاع عن المظلوم بمساندة القيادة الرسالية وإقامة الحق. وإلا فان اهل الكوفة كانوا مسلمين ومصلين ومن حفظة القرآن الكريم، لكن وصلت الحالة بهم أن يسحب كل شخص صاحبه ليبقى مسلم بن عقيل وحيداً في الساحة أمام الطاغية عبيد الله بن زياد، فقالوا (ما لنا والدخول بين السلاطين). وكانت النتيجة استشهاد مسلم مبعوث الامام الحسين الى أهل الكوفة وأمام أعين أهلها وهم صامتون، وفي مرحلة ثانية، أعلن بن زياد نفيراً عاماً لتحشيد أهل الكوفة والسير بهم لقتل ابن بنت رسول الله، فقتلوا الامام الحسين، ومنذ ذلك اليوم والى هذه اللحظة تلحق بهم اللعنات.
نحن اليوم نشهد تعرض البلاد الاسلامية لموجة من الظلم والاضطهاد سواء في البحرين أو في اليمن أو في ليبيا وغيرها من البلاد، والجميع مسؤولون، ولا مجال للقول: (لا عليّ) أو (ما شأني بهم….)، ان القضية ربما تتعدى كونها اسلامية ودينية، لتصل الى المسؤولية الاخلاقية، فالمسألة انسانية، ربما هنالك من غير المسلمين يتعرضون للظلم والتعسف، لكنهم بشر، ونحن ندافع عن كل انسان حتى وان لم يكن مسلماً، ولا يقول أحدنا: (ماذا يمكنني فعله)، لأن كل انسان بمقدوره تقديم شيء لأولئك المظلومين، ربما يتبرع الواحد منّا بماله والاخر يخرج في تظاهرات والاخر يتوجه الى ربه في جوف الليل ليصلي ركعتين وفي الصلاة يدعو للمؤمنين بالنصر والفرج. كلٌ حسب قدرته واستطاعته، فاذا تجتمع كل هذه الدعوات والمساعي فان الله تعالى يبارك فيها، ولا شك انها تكون مؤثرة وتغير كثيراً من الاوضاع.
إن الشعب العراقي ولله الحمد قام بدوره في التظاهرات الجماهيرية الحاشدة تأييداً لقضية الشعب البحريني انطلاقاً من الايمان ومن النخوة والدين. ونكرر الدعوة ثانية لتشكيل (لجان النصرة) في العراق لنصرة الشعب المظلوم في البحرين، فاذا كانت الحكومات تؤيد مثيلتها الحكومات وتساندها، ألا يجب ان تفعل الشعوب الشيء نفسه مع الشعوب؟ ان الدبابات والقوات العسكرية اجتاحت البحرين، وقد ضخوا مليارات الدولارات من اجل الدفاع عن عروش الظلمة. وقد يقول قائل: أمام كل هذه الامكانيات الضخمة، ماذا يمكن ان افعل…؟ الجواب؛ أن علينا أولاً وأخيراً القيام بواجبنا وندع البقية على الله تعالى، وهو القائل: “ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم”، لنتسائل: هل ان الله تعالى يحتاج يوماً لأن ينصره الانسان ؟! انه تعالى خلقنا وأعطانا كل شيء، فهو المتفضل وهو المتعال… فاذن؛ نصرة الله، هي نصرة دينه والمؤمنين والصالحين والمظلومين، فمن يقوم بذلك فان الله يؤيده وينصره. وفي كل مكان وزمان، سواء في العراق او غيرها من البلاد الاسلامية، علينا نصرة المظلوم والدفاع عنه بالتي هي احسن وبالقدر الممكن.
*الامام الهادي (ع). . الدرس البليغ *
لنتقد بالامام العاشر من أئمة الهدى الامام الهادي عليه السلام في كيفية الوقوف الى جانب المظلوم والمحتاج وفعل ما أمكن لتقوية موقف المؤمن في المجتمع.
اتى عليه احد من شيعته من الكوفة الى سامراء وقال له: يا ابن رسول الله… اني بحاجة الى المال، فقال له الامام: وكم تحتاج؟ فقال: 15000 دينار، فقال اعلمك شيء، قال وما هو؟ قال تأتي غدا اليّ في هذا المجلس الذي عادةً يرزع بالوشاة وجواسيس الحاكم العباسي، وأعلن طلبك بصوت عال أمامي وقل: اني اطلبك ثلاثين الف دينار لماذا تأخرت عليّ… واغلظ عليّ في الكلام. قال: وكيف أتكلم بذلك…؟ قال له الامام: هذا ما آمرك به. وفي اليوم الثاني جاء هذا الرجل الى مجلس الامام الهادي عليه السلام، وبدأ يتكلم بكلام خشن كما أوصاه عليه السلام، وبعد فترة وجيزة كان الخبر عند الحاكم العباسي، والخبر الجديد ان الامام مديون ثلاثون الف دينار، فأمر الحاكم بصرتين في كل واحدة خمسة عشر الف دينار، وبعثوا بها الى بيت الامام، و في اليوم الثالث جاء ذلك الرجل الى الامام فقدم له المال الذي طلبه. هذه القصة تروي لنا كيف ان الامام الهادي وهو معصوم وحجة الله على الارض يعرض نفسه للاهانة امام الناس من اجل خدمة الناس. “وكذلك نجزي المحسنين”.
نحن بحاجة الى ان ننمي في انفسنا روح الاحسان والدفاع عن المظلوم والمحروم ومساعدة الاخرين، ان الامة التي تساعد بعضها البعض وتقوم وتنهض نهضة رجل واحد من اجل الاهداف العليا، لن تموت ولن تُذل ولن تتعرض لتجبّر الطغاة ولا حتى من سائر الامم. وهذا ما نستلهمه من نهضة الامام الحسين عليه السلام، التي قدمت لنا روح التحدي والتضحية والعطاء ونحن نرى والحمد لله في العراق هذه الروح تزداد تألقاً يوماً بعد آخر، وهذا دليل على تمسك هذا الشعب بالولاية الالهية بالامام الحسين عليه السلام.
.
كلمة سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدّرسي (دام ظله) التي ألقاها يوم الخميس 26/ ربيع الآخر/ 1432 هـ ، الموافق 31/ آذار – مارس/ 2011 م ، في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة على جمع من الأهالي والزائرين.