Search Website

المرجع المدرسي لطلبة البحث الخارج: استحضار مواقف الآخرة في الدنيا يخلق حالة من التوازن لدى الإنسان   

المرجع المدرسي لطلبة البحث الخارج: استحضار مواقف الآخرة في الدنيا يخلق حالة من التوازن لدى الإنسان  

قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، إن الإنسان يعيش لحظته ولا يستطيع أن يتجاوزها إلا بتطور نوعي في عقله وفي نفسه و إرادته, محذراً من البقاء على نمط واحد من التفكير في الأوقات التي يعيشها دون أن يفكر فيما مضى أو فيما يأتي.

وخلال درس التفسير اليومي الذي يلقيه على جمع من العلماء وطلبة البحث الخارج في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة؛ أكد سماحته على ضرورة أن يتجاوز المؤمن حد التفكير في يومه وينطلق للتفكير في ما سيتقدم من بقية أيام عمره ويعيش حالة الآخرة، مبيناً أن ذلك يعطي للإنسان نضرة مستقبلة ثاقبة تضمن له التكامل والتسامي.

وأوضح سماحته أن الله تبارك وتعالى بعد أن تحدث في بداية سورة غافر عن الجدل مع الكفار وعدم قبول آياته؛ تحدث مباشرةً عن أحداث الآخرة وما يجري على الإنسان فيها والمحطات التي يمر بها، مشدداً على ضرورة أن يستحضر الإنسان مواقف وحالات الآخرة في الدنيا لتتولد لديه حالة من التوازن.

وفي تفسير قوله تعالى: :” الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ” قال سماحته: “هم الملائكة الأشداء الأقوياء, يحملون العرش والذي هو مركز قيادة الكون, والكون لا يعني هذه المساحة من الأرض، وإنما ما لا يمكن للإنسان أن يتخيله أو يبلغ امتداده, ولابد أن يكون هناك من يدير هذا العرش بقوة الله وبحوله”.

فيما بيّن سماحته معنى التسبيح في قوله تعالى: “يسبحون بحمد ربهم”  بأنه التنزيه ونفي الصفات السلبية عن الله سبحانه وتعالى كنفي النوم والجهل مثلاً فهو حيٌ لم يكن ميتً, حيٌ لم يرث الحياة من حي, حيٌ يبقى حي, حيٌ بحياته حياة كل شيء, قيّوم قائم بنفسه, وغيره قائم به.

وفي توضيح معنى الحمد من الآية الكريمة أشار سماحة المرجع المدرسي إلى أن تسبيح العبد لربه وتنزيهه الدائم له عن الصفات لا يأتي بإرادة ذاتية، وإنما من قوة الله وقدرته، منوهاً إلى أن لولا الإرادة والتوفيق الذي يهبه الله للعبد لم يستطع أن يحمد ولا يسبحه.

وذكر سماحته أن الآية الكريمة ” يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به” فيها دلالة على أن الإيمان أعلى درجة من التسبيح فهو استمرار الإنسان على ذكر الله في الشدة والرخاء وتحمده وتشكره في كل الاحوال، موضحاً أن من خصائص المؤمن الحقيقي هو عدم الإكتفاء بالدعاء لنفسه يدعو للناس كافة ولكل من حوله.