
المرجع المدرّسي يدعو العلماء والمثقفين في العراق لتحمل مسؤولية التغيير ومساعدة الشعب في المطالبة بحقوقه
05 Jun 2023
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرّسي دام ظله العلماء والمثقفين في العراق لتحمل مسؤولية التغيير ومساعدة الشعب العراقي والمطالبة بحقوقه، واصفاً المسؤولية في الوقت الحاضر على أنها تتمثل في “الدفاع” عن الحق وحقوق الناس.
وخلال كلمته الاسبوعية التي القاها في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة، يوم الخميس، بحضور جمع من المؤمنين والزائرين ، أكد سماحته على ان الجميع اليوم مسؤولون عما يجري في البلاد، مبينا ان كل ذو عقل مسؤول، وهذا ما يسأل عنه يوم القيامة، بيد أنه بحاجة الى المرشد والموجه.
وطالب سماحته من علماء الدين وايضاً الاكاديميين واساتذة الجامعات والمثقفين واصحاب القلم والبصيرة والاعلاميين بمختلف اصنافهم، طالبهم جميعا بأن يشاركوا في عملية إرشاد الناس وتوجيههم الى حيث المطالبة بحقوقهم ودفع المظلوميةعنهم.
من ناحية اخرى انتقد سماحته العلماء الذي يقولون أن “الزمان غير زمانهم، وأن الاجهزة الرسمية هي التي تقوم بدورها”، مضيفا حول ذلك ” اننا نعتقد أن المهمة هي مهمة الأمة والناس، لذا فان خطاب القرآن الكريم جاء لعموم الناس، والمسؤولية تشمل الجميع.
واشار سماحته الى ان مهمة العالم والمثقف تتجسد بإضاءة المنطقة التي يعيش فيها او من خلال الوسيلة التي يعمل من خلالها، كأن يكون المسجد أو الكتاب او الوسيلة الاعلامية.
وحدد سماحة المرجع المدرّسي دور العلماء والمثقفين في ثلاث محاور، مبينا ان المحور الاول يتمثل في بلورة المواقف، وذلك من خلال معرفته الكاملة بالاوضاع المحيطة به، مشيرا حول ذلك الى ان على عالم الدين أن يكون عارفاً بزمانه، و ألا يكون متلكئاً في مواقفه وجوابه، وإنما يكون دقيقاً وقوياً، كما ان عليه أن يكون متابعاً للاحداث وذو معرفة واطلاع واسع.
واضاف سماحته أما المحور الثاني فيكون عبر تحديد المواقف، وإبداء الموقف واعطاء الرأي في الاحداث والدفاع عن الحق وحقوق الناس.
وتابع سماحة المرجع المدرّسي أما المحور الثالث فيكون مرتبطا بالقيادة، مطالبا من خلال ذلك ان يتصدر العالم والمثقف مسيرة الجماهير للمطالبة بحقوقها والدفاع عن ظلامتها.
وأوضح المدرّسي بأنه قد يحصل أن يتوجه الناس للاحتجاج على تأخير البرلمان في إقرار الموازنة، او الاحتجاج على انتشار الفساد الاداري، مؤكدا على انه هنا يجب ان يكون الدور القيادي واضحاً ومتجلياً على الارض.
وختم سماحته بالقول أننا نمتلك قدوات لا مثيل لها، ابرزها الامام الحسين عليه السلام، الذي قتل مظلوماً وجاهد من اجل المظلومين ومن اجل الحق، متابعا كما قامت بالدور نفسه قبله، الصديقة الزهراء، عليها السلام، عندما دافعت عن الحق وعن ظلامتها، ومنوها الى انها عليها السلام قامت بذلك حتى تعلمنا درساً في الدفاع عن الحق وعن حقوقنا وعن المظلومين في كل مكان.