Search Website

المرجع المُدرّسي: الاسلام الداعشي الاموي تجسيد واضح لحديث “لـُبِس الاسلام لِبس الفرو مقلوبا”

المرجع المُدرّسي: الاسلام الداعشي الاموي تجسيد واضح لحديث “لـُبِس الاسلام لِبس الفرو مقلوبا”

 

قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي، أنه مادام تراث بني امية و النظرة الخاطئة و المقلوبة الى الدين  موجودة, في المسلمين ولم يستطع التيّار السياسي الاسلامي ان يتخلّص منه فان النتائج لن تكون افضل مما يحدث ويحدث في مصر وتونس وليبيا وسوريا والعراق  وغيرها من بلدان الأمة

وفي جانب من كلمته الاسبوعية التي القاها بحضور حشد من الوفود والزائرين بمكتبه في كربلاء المقدسة، قال سماحته: ” لماذا فشل أو كاد التيار المسمّى بالاسلام السياسي في مصر وتونس وليبيا ، في سوريا, في نيجيريا, في الصومال, و لماذا هؤلاء اليوم يعكسون صورة بشعة ليس فقط عن الاسلام وإنما عن أي تيار سياسي”

واضاف سماحته : ” في تونس فقدوا السلطة وسلّموها لشخص من أركان الأنظمة السابقة، فأصبحت الحكومات والانظمة السابقة كنظام  بن علي وبورقيبة ، هي التي تعود الى الواجهة ولكن بصور جديدة. وهكذا في مصر، تعود الى الواجهة وجوه متقاربة او متطابقة مع الوجوه السابقة, أما في ليبيا فحدّث ولا حرج, حيث تكاد ليبيا أن تغرق في بحار من الدماء، وكذا  في سوريا وكذلك في الصومال ليست هناك حرب أهلية فقط وإنما هناك حالة من الصراع المستمر في كل قرية وفي كل مدينة، فلماذا. أليس دين الله جاء لإنقاذ البشر؟ أليس دين الله كسفينة نوح؟ فأين هذه السفينة؟ لماذا غرقت السفينة وغرق معها ركّابها؟ ”

وفي هذا السياق اوضح سماحته أن :” السبب في ذلك أن الذي جرى ويجري على الأمة الاسلامية هو بالضبط ما جرى على الامم السابقة في ايام الانبياء  موسى و عيسى و اسماعيل و اسحاق، والانبياء السابقين.. ولب المشكلة أن الناس أولاً قاوموا الدين ثم لمّا فشلوا في مقاومة الدين استوعبوه ظاهراً وغيّروا واقع الدين, وحسب تعبير إمامنا أمير المؤمنين سلام الله عليه عن هذا الأمر فأن الدين “لبس لبس الفروَ مقلوباً” !؟. فلماذا الدين الإلهي الذي أُرسل به الانبياء لم ينقذهم, لم يوحدهم؟ لأنهم أخذوا ظواهر الدين وتركوا واقعه وجوهره.. وربنا في سورة الواقعة يخاطبهم, ويقول [قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ * لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ] . فالدين كبناء متكامل, متين, اذا تم الغلو في جانب منه ، فمعناه النقص في جانب آخر ،وبالتالي يصير أمرا  مشوّها وغير قابل للاستفادة..  ثم ربنا سبحانه وتعالى بيّن جانباً من الضلالات و الاخطاء التي ارتكبت عندهم, ومن اسبابها أنهم لا يتناهون عن منكر فعلوه, فأصبحوا قوما ينتشر فيهم الفساد فلا يحاربوه, ينتشر فيهم الكذب والدجل فيسكتون عنه, تنتشر فيهم الانحرافات فلا يتحدونها إلى أن انتهى وضعهم .. وهناك أسباب أخرى يبينها القرآن في اكثر من آية وسورة..”

وتابع سماحته: ” وهذا شيء حدث ايضا بين المسلمين والصورة الجلية والواضحة لما حدث تجدها عند الحزب الاموي،  فعندما حكم الحزب الاموي المسلمين كان كل شيء اسمه دين، ولكنه ضد الدين, الصلاة أصبحت ضد الصلاة, الجمعة ضد الجمعة, الجهاد ضد الجهاد، فكل شيىء كان محرفا مزيفا معكوسا ، فقد لبسوا الدين لبس الفرو مقلوبا ، فبات قتالهم وجهادهم على سبيل المثال  ليس مع الاعداء والكفّار الذي يتربصون ويحاربون الأمة، بل أصبحت مهمة جيش العالم الاسلامي القتال ضد أهل البيت عليهم الصلاة و السلام  في كربلاء, وقتل الامام الحسين عليه السلام!؟.. وهكذا صلاتهم كانت مكاءاً وتصدية, بدلوا القوانين, وتركوا القشور وظواهر الدين على حالها ، ولكن غيروا واقع ومضامين الدين وقد قالها معاوية بكل صراحة: إني لم أقاتلكم لكي تصلّوا و تصوموا و تحجّوا لأنني أعلم انكم تفعلون ذلك ولكن قاتلتكم لكي أتأمر عليكم… فهذا الدين تبدّل, ومع الاسف الشديد تراث بني امية لا يزال موجوداً, النظرة الخاطئة بل و المقلوبة الى الدين موجودة, وما دام هذا التراث موجودا وهذه النظرة الخاطئة موجودة في المسلمين ولم يستطع التيّار السياسي الاسلامي ان يتخلّص منه فان النتائج لن تكون افضل من هذا، مما يحدث ويحدث في مصر وتونس وليبيا وسوريا والعراق  وغيرها من بلدان الأمة”

واشار سماحته بهذا الخصوص الى أن “معتى وصورة وتجسيد الاسلام الداعشي، الاسلام الاموي الذي ينتشر في الامة والعالم هو اخطر واجلى صور مواجهة وتحريف وتشويه الاسلام المحمدي الحقيقي، وهذا ما اكدوه قولا وفعلا  بما يتم ارتكابه من فظائع وممارسات ظلامية متوحشة في سوريا والعراق واكثر من منطقة وبلد، ومن ذلك استهدافهم البربري الاخير لذكرى مولد نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم، في محافضة إب باليمن ، حيث هجم احد الدواعش على إحتفالية بمولد النبي الاكرم وفجر نفسه فقتل وجرح عشرات الابرياء من المحتفلين بالذكرى العطرة، وكذا كان استهداف الزائرين في سامراء لأحياء مناسبة شهادة الامام الحسن العسكري عليه السلام،  وهذا معنى الاسلام الداعشي , الاسلام السياسي الاموي المزيف ، وهذا الاسلام المنحرف لم ولن ينجح.، لأنه في واقعه واهدافه ضد الاسلام بإسم الاسلام، ومع ذلك رأينا وسمعنا من خلال الفضائيات المضللة المغرضة أنهم حينما كانوا يذكرون التفجير الارهابي الذي استهدف الاحتفال النبوي في اليمن يذكرونه بشيء من الشماتة, وهذه هي العصبية الجاهلية, هذه العصبية الأموية السوداء التي شاهدها العالم.. ومع الاسف هؤلاء يتظاهرون بغير ذلك ولكن في  عمق عمقهم لا تزال تعشعش الافكار الجاهلية الاموية،لا يحبون النبي ولا يحبون أهل بيته صلى الله عليه وعليهم.” ، واضاف :” هذا الاسلام المُدّعى لن ينجح, فهذا ليس إسلاما, وكما لم ينجح الذين حرفوا اليهودية والمسيحية كذلك حين ينحرف المسلمين عن دينهم الحق ، عن محتوى وجوهر دينهم, الدين الذي كله محبة وسلام وعطف ورحمة ، فيتحوّل بالاهواء والتحريف الى دين القتل والذبح والجاهلية .والعكس كذلك, لن ينجح الا  الدين العلوي الذي يتبع القرآن و نهج النبي الاكرم  (ص)…ونحن نريد ان نقول للعالم: تعالوا الى هذا الدين, هذا ليس ديناً لنا إنما دين الله, نحن لا ندعو الى انفسنا, لا ندعو الى العصبية, بل لدين الله، تعالوا جميعاً لنكون تحت لواء دين الرحمة والكرامة والحرية والعدل, دين القرآن، دين النبي(ص), دين علي(ع), دين الخلّص من المؤمنين الصالحين…  واليوم لو عادت الامة الى حقيقة وجوهر  دين الله الحق  فإن الله ينصرنا بإذنه تعالى، ولكن يجب ان نؤكد أن العودة الى الدين ليست بالشعارات إنما بالشعائر, وليست بالشعائر فقط وإنما بالتقوى.. فالدين يجب ان يطبّق بالذي أمر الله وليس بأفكار واهواء مني او منك”