
المرجع المُدرّسي يدعو المسؤولين الى “إعادة النظر كليا” في الوضع الأمني خططاً وأجهزة ورجالا
05 Jun 2023سماحة المرجع المدرسي: مايتعرض له ابناء الشعب العراقي يعد جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي كبار المسؤولين في البلاد والكتل السياسية، الى تحمل مسؤلياتهم تجاه ما يعانيه ابناء الشعب العراقي من عمليات إرهاب و قتل ممنهج وواسع، ووضع حد وعلاج جدي لمعضلة تكرار الخروقات الأمنية واستمرار العمليات الارهابية الدموية في البلاد.
واوضح سماحته على هامش حديث رمضاني، أنه من غير المقبول أن نعتاد على هذا الواقع والوضع الشاذ والسكوت عن هذا الظلم، وأنه لابد من “إعادة النظر في الوضع الأمني كلياً سواء في الخطط أو الأجهزة أو الرجال” وأكد سماحته أن ما يقوم به الإرهابيون القتلة من جرائم بشعة و سفك لدماء أبناء الشعب العراقي من مدنيين في الساحات والشوارع ودور العبادة، من نساء واطفال و مصلين وكسبة، تعد جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب.
وقال سماحة المرجع المُدرّسي في جانب من حديثه بهذا الشأن أن الوضع الأمني الآن “من المشاكل الحادة في العراق، فخلال أشهر معدودة تعرض 3000 انسان للقتل بشكل بشع بتفجيرات منظمة وواسعة، ومعظم الضحايا الأبرياء ليسو بعسكريين ولا بمسؤولين ورجال مرتبطين بالدولة، فالذين استشهدوا خلال الفترة الأخيرة أكثرهم من الناس البسطاء المساكين أصحاب الاعمال و الفرص الضعيفة، وهذه الجرائم القذرة هي بالاساس من جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، وإن هذه لمأساة حقيقية أن نرى استمرار ذلك في شهر رمضان المبارك!..”.
وتابع سماحته ” اننا وإذ نؤكد على اهمية التضرع والدعاء الى الرب سبحانه في هذا الشهر بإن يرفع هذه الغمة ويدفع بلاء الارهاب عن شعبنا، فاننا أيضا ينبغي أن نفكر في هذا الشهر تفكيرا جديا، أن لا نستمرء العذاب و لا نعتاد على هذا الوقع الشاذ ولا نسكت على هذا الظلم”.
و أوصى سماحته المسؤولين أن يجتمعوا و يفكروا تفكيرا موضوعياً واضاف:
“أولا: أنتم كمسؤولين، وفي المناصب العليا، في اعناقكم أمانة، فهذا الكرسي امانة ولا يجوز لمن يتحملها أن يفرط في مسولياته، فحينما يجلس على هذا الكرسي عليه ان يقوم بواجبه، فإن لم يكن الناس يراقبونه ويحاسبونه فإن رب الناس يراقبه ويحاسبه. فلنفكر إذن في أن تجتمع الكتل السياسية وتختار رجال اكفاء عدول نزيهين حكماء ليقوموا بتجديد النظر في الوضع الامني العراقي كليا، من الالف الى الياء، سواء في الخطط او الاجهزة او الرجال الذين يقومون بهذا الدور، وارجوا ان يكون هذا الشهر الكريم باعثا لضمائرنا وعقولنا، أن نفكر تفكيرا موضوعيا في هذه المسألة الحساسة والمهمة”.
“ثانيا: قلنا في اكثر من مررة ولانزال نكرر ونؤكد على أهمية السعي من أجل المصالحة الوطنية في البلاد، وإذ كنا لا نريد أن نلقي بالتهم على بعض الاناس في بعض الساحات التي تثار فيها المسائل الطائفية في البلد، أقول لهم إن بعض هذه الدعوات وهذا الكلام والخطاب الذي ينتشر في جلساتكم أو بعض الساحات او المظاهرات، كل ذلك يسهم ويمهد بشكل وآخر لما يجري، ويجعل العراق يتأخر يوما بعد آخر، وانتم كما الآخرين سوف تتضررون من ذلك، أين حبكم لبلدكم؟ اين حبكم لاولادكم واجيالكم ومستقبلها؟ أين الوطنية أين الايمان في كل ما جرى ويجري؟ كفانا من هذا الاسلوب، كفانا كل هذه الفترة الطويلة من اثارة المشاغبات واطلاق الدعوات والخطابات الضارة، وبالطبع فإن هذه الدعوة ليست لهؤلاء فقط، وانما للجميع، أن عودوا الى ربكم، الى ضمائركم ووجدانكم، واجتمعوا و اجلسوا على مائدة وفي رحاب شهر رمضان، واعملوا من أجل توحيد الصف، في سبيل الله، في سبيل شعبكم وبلدكم ومستقبل أبنائكم”.
“ثالثا: وفي هذا المجال أيضاً، نؤكد على أن كل إنسان في العراق، يجب أن يساهم في حفظ الأمن، أي انسان ومن أي موقع عليه ان يفكر ويخطط ويساهم بطريقة او بأخرى في طريق تكريس الأمن والاستقرار في العراق، إن دم الأنسان وحياته محترمة في الدين الحنيف الى درجة عظيمة جدا، وربنا تعالى حينما يحدثنا عن حرمة هذه الحياة يقول: [مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا]، فكم هي في الحقيقة عظمة الحياة التي يأمرنا الله تعالى بالمحافظة عليها، وكم هو ثوابك أنت سواء كنت مسؤولاً أو غير مسؤول، حين تساهم في منع حالة التسيب الأمني، وبالتالي تساهم في المحافظة على الحياة”.