Search Website

سماحة المرجع المُدرّسي: معيب أن تصل حالة التمزق والتفرق الى درجة أن نعمة كمياه الأمطار بدلا من استثمارها لمنفعة بلدنا تتحول لمادة للصراعات السياسية والتحرك الانتخابي

سماحة المرجع المُدرّسي: معيب أن تصل حالة التمزق والتفرق الى درجة أن نعمة كمياه الأمطار بدلا من استثمارها لمنفعة بلدنا تتحول لمادة للصراعات السياسية والتحرك الانتخابي

 

قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي (دام ظله) أن على الأمة أن تستفيق من سباتها العميق وحالة التخلف والاستضعاف التي تتناقض جملة وتفصيلا مع تأريخها ومع ماتملكه من ركائز قوة معنوية ومادية يمكن في حال استثمارها بشكل صحيح وسعي دؤوب أن تضعها على طريق النهوض والتقدم وضون حقوقها واستقلالها وكرامتها.

وفي أشارة الى  المفاوضات والاتفاق بشأن النووي الأيراني ، اوضح سماحته أن  الهدف الأساس للغرب وحلفائه “تجريدنا مما نملك وسلبنا حقوقنا تحت ضغط العقوبات والتهديد بإستخدام السلاح ..فإلى متى تبقى الامة مستضعفة؟ “.

 وخلال حديث له على هامش درس التفسير القرآني بحضور جمع من اساتذة الحوزة وطلبة العلم، اوضح سماحته بإننا : “لازلنا نحن المسلمين في حالة الدفاع و الاخرون يشنون علينا الهجمات سياسيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا ولازالت الأمة غائبة عما يتصل بمصيرها وكأن اللعنة والتحكم IMG_0015من قبل الاعداء  قد فرضت عليها !”. واضاف سماحته: “يبقى السؤال العريض هو: الى متى ذلك؟ وهذا الانسان الذي خلقه الله حرا كريما وحمله تلك الامانة العظمى، الى متى يبقى وتبقى الأمة في مؤخرة القافلة تتداعى علينا الأمم كما تتداعى الآكلة على القصعة؟!”

واضاف سماحة المرجع المُدرّسي في حديثه :” حينما تبتلى أجسامنا بمرض لا نعرف انه سببها فيروسات او جراثيم قد لاترى بالمجهر ولكنها تقضي على الانسان ..وهذا مقياس ينطبق على الأمة والمجتمعات الكبرى فيما يرتبط بضعفها وقوتها، وماتصاب من أمراض حين تفقد تلك البصيرة الايمانية النافذة “

واوضح أن :”هناك خلقيات فاسدة وامراض تعودنا عليها كأمة مما يزيد في قبحها ، ومنها هذه العصبيات والافكار الخبيثة والاهواء الشيطانية بما ينتج مانراه من فتاوى وثقافة التكفير وسفك الدماء المحرمة.. وهذه نهاية طريق ونحن لابد ان ندرس البداية والجذور”.

وتابع سماحته بالقول أن :” البداية لذلك هي من هذه العصبيات والشعارات والتنابز بالالقاب والتهم والافكار والممارسات التي ما انزل الله بها من سلطان.. والتي قد يمارسها كل واحد منا تجاه الآخر ..فيما يزكي ويبرء نفسه بإعصاب باردة ! “

مضيفا أن  :” هذه الفيروسات والامراض والسلوكيات تنتهي الى حالة التمزق والتفرق والتنصل من المسؤولية تصل  الى درجة أن نعمة كمياه الأمطار بدلا من استثمارها لمنفعة بلدنا تتحول لمادة للصراعات السياسية والتحرك الانتخابي !”

مشددا في هذا السياق على أنه : “لابأس بل ومطلوب ان يكون تنافسا وحراكا سياسيا ولكن بتفكير موضوعي وسياق أخلاقي وحرص على الصالح العام وليس بالتقسيط وكيل الاتهامات وتنابز بالالقاب بلا رادع فهذا لا يجوز شرعا ..و أين نحن الدين ؟!”. وختم بالقول أن نبينا الاكرم (صى الله عليه وآله) يؤكد أن “المؤمن لا يكون مؤمنا حتى يكون عاقلا ولا يكون عاقلا الا كانت فيه عشر خصال .. منها أن لا يرى نفسه افضل من غيره، فأين نحن من هذه الوصايا والاخلاقيات؟”.