Search Website

عناوين ملحمة الطف -1- (ملحمة الطف عنوان البطولة)

عناوين ملحمة الطف -1- (ملحمة الطف عنوان البطولة)

عناوين ملحمة الطف
-1-
ملحمة الطف عنوان البطولة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بجميع محامده كلها على جميع نعمه كلها، والصلوات الطيبات الزاكيات على رسول الله المصطفى محمد وآله الأطهرين.
أيها الموالون لآل بيت الرسول صلى الله عليه وآله، ألم تقرأوا كلمة الرب {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ} ﴿٥٨ – الأعراف﴾، وقوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} ﴿٢٤- إبراهيم﴾.
وما جاء في آية النور: { اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ} (35 – النور).
أيها الموالون.. أنتم نبات ذلك البلد الطيب وثمرة تلك الشجرة الطيبة وتستضيئون بتلك المشكاة مشكاة نور الرب، وابرز ما فيكم تلك البطولات التي توارثتم أيها من نهضة الطف.. بطولة الإنسان الفرد.. بطولة الأسرة الفاضلة والتجمع الرسالي وبطولة المجتمع الأبي.
إن الإمام الحسين عليه السلام علمنا كيف نعيش بكرامة أو نموت بعزة ونورث الأجيال الإباء. إن ملحة الطف أورثت الفرد الرسالي صلابة لا تلين في المواقف رغم الصعوبات أولستم تدعون ربكم وتقولون: ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْرَ الشَّاكِرِينَ لَكَ” ؟
وكم هي العبرة التي ورثتموها من قولة زينب رمز البطولة عليها السلام حين قالت لكل تلك المصائب الكبرى “ما رأيت إلا جميلا”.
إن بطولة الفرد تتمثل في الكدح الدائب في الصلابة عن الهزائز في التصدي للمسؤوليات الكبيرة في التحدي لأعقد المشاكل.. بطولة الإنسان يستمدها من النية التي لو توفرت لهانت كل الصعاب عنده وهذه النية تستمد قوتها من ملحمة الطف ففي كل لحظة فيها درس وافٍ وعبرة بالغة.
والتجمع الرسالي سواء في الأسرة كنظام طبيعي او في الهيئات الإيمانية والمنظمات الاجتماعية بأطيافها المختلفة إنه تجمع الليوث كل يوصي صاحبه بالتصدي والتحدي، وكل يشد عضد أخيه بالمثابرة كما فعل أهل بيت أبي عبد الله الحسين وأصحابه، إنهم كانوا كما قال ربنا سبحانه وتعالى: { إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} ﴿٤ – الصف﴾.
والمجتمع الرسالي كما الجبل الأشم يواجه الأعاصير ويبتسم للتحديات، إنه كالبركان ينفجر ناراً ونوراً، ناراً على كل عدو، ونوراً لكل من أراد شكوراً.
إنكم يا أولياء الله وأولياء رسوله وأولياء أهل البيت، أنتم من ذلك النبت الطيب فتعالوا نتسلح بالتميز في حياتنا، نتميز في الاستفادة القصوى من عقولنا، ونتميز بإثارة كل بواعث الخير في ضمائرنا ونتميز في تفجير كل طاقاتنا ومواهب الرحمن لنا.. نتميز ونتميز حتى نكون تلك الأمة الشاهدة على عصرها، ألم يقل ربنا سبحانه وتعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.
والله المستعان
المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) – العراق