Search Website

تدبرات المرجع المُدرّسي في سورة (الدخان) شهر رمضان المبارك / 1437 هـ – (الدرس الحادي عشر)

تدبرات المرجع المُدرّسي في سورة (الدخان) شهر رمضان المبارك / 1437 هـ – (الدرس الحادي عشر)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ 31 مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ 32 وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ 33 وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاء مُّبِينٌ 33}

صدق الله العلي العظيم

 

بين الإنسان البدائي والانسان المتحضر

لو أردنا المقارنة بين إنسانٍ بدائي من العصور الحجرية، وبين آخر يعيش في إحدى المجتمعات المتقدمة اليوم، و نقيس ما بينهما من فوارق، ربما عجزنا عن عدها، فالإنسان المتحضر متقدم على مثيله المتخلف في جوانب كثيرة وبشكل مذهل، في الجوانب العلمية والثقافية والشخصية والعلاقات الإجتماعية والمهنية و..

وهذا يعني أن الإنسان مطالب باكتساب العلم والبصيرة والمهنية و..، وبتعبير أفضل على الإنسان أن ينتفع بالعبَر، قال تعالى: {فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصار}[1]،

فما هو الإعتبار؟

الإعتبار هو الإستفادة من تجارب غيره، سواء الذين مضوا ويسمع أخبارهم ام اولئك الذين يعيشون في عصره، ولو أراد كل شخصٍ أن لا ينتفع إلا بتجاربه الشخصية ليتقدم لاحتاج إلى أن يعيش لقرون متمادية كي يصل إلى ما وصل إليه الإنسان اليوم، وحيث لا مجال لذلك، فلابد أن يستعين بتجارب الآخرين، وكما في الحديث عن الرسول الأكرم، صلى الله عليه وآله :

السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ‏”[2].

 

أقسام التجارب

وتجارب الآخرين على قسمين، فبعضها تجارب الأفراد بشكلٍ شخصي، مثل تجارب الآباء والأجداد والأساتذة والأقران و.. والتي يستفيدها الإنسان من خلال إستماعه لقصصهم وتجاربهم والإستفادة من علومهم، الأمر الذي نَدَب إليه أهل البيت عليهم السلام –في بعض ما روي عنهم – كطريقٍ من طرق إكتساب العلم، حيث قال أمير المؤمنين، عليه السلام :

خُذُوا الْعِلْمَ مِنْ أَفْوَاهِ‏ الرِّجَال‏”[3].

وقد ذكر القرآن سيرة الأنبياء والمرسلين والصالحين من عباد الله، وبين تجاربهم في حياتهم ليتأسى بها المؤمن ويعتبر بها في حياته.

وبالرغم من أن تجارب الأفراد جديرة بالإستفادة – كما مرّ- الا أن هذا النوع يعتريه بعض الإشكالات، إذ تعتري أكثر التجارب الشخصية الكثير من الغموض في تفاصيلها والعناصر المقوّمة لها، مضافاً إلى دور الحسد في دثر بعض التجارب أو منع الحاسد من الإستفادة منها.

وهكذا لابد من الإنتفاع بالنوع الثاني من التجارب وهي تجارب الأمم والمجتمعات، إذ هي تجارب واضحة وفيها العبر الجليّة، ومن هنا نجد ذكر القرآن الكريم لقصص الماضين بذكر المجتمعات وما جرى عليها والحضارات وكيف سادت ثم بادت.

وبالرغم من أنا لا نرتضي إطلاق تسمية ” الحضارة ” عليها، إذ لم يسمِّها القرآن بالحضارة، بل لم يسمِّ المدنيات الكافرة – مهما بلغت من السعة – بتعبير المدينة أو البلد، بل أطلق عليها تسمية “القرية”، اقول بالرغم من ذلك إلا أننا نسميها حضارة تجوزاً وتماشياً للمصطلح المطروح.

فتجارب ما تسمى بالحضارات السابقة هي محل عظة واعتبار لكل إنسان، والتاريخ شهد قيام إحدى وعشرين حضارة أصلية – دون اعتبار التفرعات -، ومن تلك الحضارات كانت حضارة الفراعنة في مصر، التي سادت ثم ماتت في ريعان شبابها، حيث لم تكن الحضارة في مصر موروثة، ولم يورثها الفراعنة إلى غيرهم، إذ لم يبق منها إلا الأهرامات وبعض المباني الأخرى.

 

حضارة الفراعنة

وحضارة الفراعنة، فيها ما يفيد العاقل العبرة بكيفية تبدل الأيام، وإمكان سقوط أعتى القوى بين عشية وضحاها، وانتصار المظلوم على الظالم بإرادة الله سبحانه و..

ومن أسباب تكرار القرآن الكريم ذكر قصة بني اسرائيل وجود المنعطفات الكثيرة فيها التي تحتوي على العبر الكثيرة، ومن الأسباب الأخرى: تشابه الأمة الإسلامية في حركتها لحركة بني إسرائيل وكما في الحديث النبوي الشريف:“سيكون في أمّتي كل ما كان في بني إسرائيل، حذو النّعل بالنّعل والقذّة بالقذّة، حتّى لو أنّ أحدهم دخل حجر ضبّ لدخلتموه”[4]، تحذيراً للمسلمين من الوقوع في نفس الأخطاء التي وقع فيها بنو اسرائيل، إلا أن المسلمين – ومع الأسف – لم يتعظوا بها، وكمثال واحد على ذلك تنحيتهم لأمير المؤمنين أخي رسول الله صلى الله عليه وآله الذي قال له النبي: وَأَنْتَ‏ مِنِّي‏ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي‏[5]، بمجرد شهادة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله كما فعل بنو اسرائيل مع هارون حين غاب عنهم موسى عليه السلام.

وفي الآيات التالية بيانٌ لسبب هلاك فرعون وإغراقه، وفي المقابل بيان سبب إيراث الله بني اسرائيل أرضَ مصر وما تركه فرعون وقومه.

 

أسباب هلاك فرعون

{مِن فِرْعَوْنَ  إِنَّهُ كاَنَ عَالِيًا}

السبب الأول لهلاك فرعون إستعلاؤه في الأرض، والذي أدى به – بسبب الإغترار بما يملك – إلى تحدي جبار السماوات والأرض وادعاء الألوهية.

إمتلاك الإنسان للثروة، أو إكتسابه للعلم الغزير، او تسنّمه للسلطة  او ما أشبه، ليس شيئاً سيئاً، الا إذا تحولت تلك الامور إلى وسائل لإغترار الإنسان ومن ثم التكبر والإستعلاء ومبارزة الله سبحانه وتعالى، فحينها تتحول نعمة المال أو العلم أو السلطة إلى نقمة على صاحبها.

ويجهل المتكبر المتكئ في تكبره على نعم الله، أن الله قادرٌ على أن يسلب تلك النعم في لحظة إرادة، الم  يروا كيف يفتقر أثرياء العالم في لحظةٍ واحدة، ألم ينسَ العالِم علمه كله بسبب سكتةٍ دماغية، ألم يسمعوا عن حكّام باتوا في قصورهم وأصبحوا محكومين هاربين من أيدي الثوار.

إن الله أنعم على فرعون بالنعم، ولكنه إستعلى بها، والسبب كان في إحساسه النفسي – الخاطئ – بالعلو والإستغناء، وأدت هذه الصفة إلى السبب الثاني لهلاكه وهو:

{مِّنَ الْمُسْرِفِينَ}

والمسرف هو من لم يكن لديه أي حد في أعماله وتصرفاته.

وفرعون حيث إعتبر نفسه إلهاً ورباً على الناس، تجاوز كل الحدود في حياته، فأسرف في القتل والتنكيل، وأسرف في الظلم والقهر و..

وكانت عاقبة إستعلائه وإسرافه، أنه كان من المغرقين، وإغراقه كان متناسباً مع اتكاء فرعون على البحر ومائه واغتراره به، وقد روي في حديثٍ حكم فرعون بإغراق العبد الآبق في جوابه لسؤال جبرئيل عليه السلام له، الأمر الذي كان اقامةً للحجة عليه، حيث روي: .. وعَرَضَ لَهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَقَالَ أَيُّهَا الْمَلِكُ أَعِنِّي عَلَى عَبْدٍ لِي قَالَ فَمَا قِصَّتُهُ قَالَ عَبْدٌ لِي مَلَّكْتُهُ عَلَى عَبِيدِي وَخَوَّلْتُهُ عَلَى مَفَاتِيحِي فَعَادَانِي وَأَحَبَّ مَنْ عَادَانِي وَعَادَى مَنْ أَحْبَبْتُ قَالَ لَبِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدُكَ لَوْ كَانَ لِي عَلَيْهِ سَبِيلٌ لَأَغْرَقْتُهُ فِي بَحْرِ الْقُلْزُمِ قَالَ أَيُّهَا الْمَلِكُ اكْتُبْ لِي بِذَلِكَ كِتَاباً فَدَعَا بِكِتَابٍ وَدَوَاةٍ فَكَتَبَ مَا جَزَاءُ الْعَبْدِ الَّذِي يُخَالِفُ سَيِّدَهُ فَأَحَبَّ مَنْ عَادَى وَعَادَى مَنْ أَحَبَّ إِلَّا أَنْ يُغْرَقَ فِي بَحْرِ الْقُلْزُمِ قَالَ أَيُّهَا الْمَلِكُ اخْتِمْهُ فَخَتَمَهُ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْبَحْرِ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام بِالْكِتَابِ فَقَالَ خُذْ هَذَا مَا اسْتَحْقَقْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ وَهَذَا مَا حَكَمْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِك‏[6].

ولا يعذب الله عبداً بعذابٍ إلا بعد إعتراف العبد بجرائمه وذنوبه واستحقاقه للعذاب، فبعد النفس اللوامة والمحاكمة في القبر وفي محكمة العدل الإلهية في القيامة، يوقف المجرم على شفير جهنم فيؤخذ منه الإعتراف قبل إلقائه بالنار، قال تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى‏ وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُون‏}[7].

 

الإستعلاء في عصرنا الراهن

وفي الآية بصيرة نستفيدها في واقعنا المعاصر، وتتلخص في أن الدول التي تسعى دوماً للهيمنة على العالم والسيطرة على الدول الأخرى، انما هي دولة مستكبرة وتستخدم الإستعلاء في الأرض .

فلا إشكال في أن تسعى أية دولة لتتقدم في الجوانب الإقتصادية والعلمية والتكنولوجية و.. أما أن تغتر بتقدمها وتتكئ عليه للهيمنة على دول العالم، فهذا هو الإستعلاء الذي قام به فرعون، وإن كانت بصورة مغايرة.

وكذلك صاحب المناصب والسلطة، إذا اعتبر نفسه مالكاً للسلطة وبالتالي تكبر على الناس وراح يسرف في حياته وتصرفاته دون مراعاة حدود الشرع والأخلاق و..، هذا هو الآخر يشابه فرعون وإن إختلف معه في الزمان والمكان والمستوى.

 

إختيار بني أسرائيل

{وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ}

إختيار الله سبحانه لبني إسرائيل لوراثة مصر، كان إختياراً بعلم، فما كان السبب الأساس؟

بنو اسرائيل استوطنوا مصر منذ زمن نبي الله يوسف عليه السلام وإخوته، وبعد تقادم الأجيال هيمن غيرهم على السلطة ومن ثم بدأت مرحلة إستضعافهم وظلمهم.

وبعد أن تسلط فرعون على رقاب الناس وأدعى الربوبية تبعه أهل مصر، ولكن بني اسرائيل بقوا على إيمانهم بالله ولم يخضعوا لفرعون، متبعين في ذلك وصية النبي يوسف عليه السلام، الذي قال: وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائي‏ إِبْراهيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُون‏”[8].

وعدم الشرك بالله لا يعني عدم السجود للأصنام فقط، بل يعني أيضاً عدم إتباع من لم يأمر الله بإتباعه، فالشرك قد يكون شركاً في الأفعال، والذي وقع فيه أهل مصر قبل أن ينتهي بهم الأمر إلى عبادة فرعون.

ولولا ذلك – أي عدم الخضوع لفرعون – لما كانوا يلقون الأمرّين من فرعون وقومه.

 

كيف كان الإختيار؟

من إختيار الله لهم أن أكثر أنبيائه في ذلك الزمان كانوا من بني اسرائيل وفيهم.

ومن إختياره لهم أنه أعطاهم الحكم في مصر مرة وفي أريحا مرةً أخرى، ومن ذلك إعطاؤهم الإمكانات المختلفة.

{عَلىَ الْعَالَمِينَ}

 

على من إختارهم الله سبحانه ؟

على أهل العالم في زمانهم، حيث فضلهم الله سبحانه على أهل زمانهم.

وبالرغم من إنحراف بني اسرائيل من بعد خروجهم من مصر وعبورهم من النهر، بمخالفاتهم لأوامر الله سبحانه المتمثلة بأوامر النبي موسى عليه السلام وايذائه وقتلهم الأنبياء و..، أقول بالرغم من كل ذلك لا يحق لأحدٍ أن يحرّف الآية القرآنية.

بلى؛ إختارهم الله على علمٍ في ذلك الوقت، ولتلك الشروط الموضوعية التي توفرت فيهم، وبزوال الصفات والشروط إنتهى التفضيل، ومثال ذلك تفضيل الله سبحانه للمسلمين شريطة إلتزامهم بمجموعة من الأمور، حيث قال سبحانه:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُون‏}[9].

 

الإبتلاء بالآيات

{وَءَاتَيْنَاهُم مِّنَ الاَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَؤٌاْ مُّبِينٌ}

آيات الله سبحانه على ثلاثة أنواع :

الأول: آياته سبحانه المكتوبة، أي في الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل والقرآن الكريم.

الثاني: آياته تعالى المبثوثة في الآفاق، فكل ما في الخليقة دلائل تدل على وحدانيته وحكمته وتدبيره و..

الثالث: آيات الله المتجسدة في الأفراد، كالأنبياء والرسل والأوصياءو.. كما هو الأمر بالنسبة لأمير المؤمنين عليه السلام حيث هو آية الله العظمى، الذي اعتبر النبي صلى الله عليه وآله حبه إيمانا وذكره عبادةً والنظر إليه عبادةً و.. وقد سئل النبي عيسى عليه السلام من نجالس، فقال:  مَنْ يُذَكِّرُكُمُ‏ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ‏..”[10].

{وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ}

 

ما كانت آيات الله سبحانه على بني اسرائيل؟

آتاهم الله سبحانه الآيات بأنواعها الثلاثة:

الأول: الكتاب، المتمثل في التوراة، وكما يقول الله سبحانه عن التوراة: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذينَ أَسْلَمُوا لِلَّذينَ هادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتي‏ ثَمَناً قَليلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُون‏}[11].

الثاني: الآيات الطبيعية، التي تمثلت بالمعاجز كانفلاق البحر لهم، ومن ثم بانفجار الماء من الحجر، وبعدها نزول المن والسلوى عليهم يومياً طيلة أربعين سنة و..

الثالث: آيات الله المتجسدة في الأفراد، وهم أنبياء الله سبحانه واوصياؤهم، حيث عايشوهم في مختلف الظروف وكانوا معهم، ينهلون منهم الهدى والبصيرة.

{مَا فِيهِ بَلَؤٌاْ مُّبِينٌ}

لكن كل تلك الآيات العظيمة والمختلفة كانت إمتحاناً وابتلاءً لهم، فالنبي آية إلهية، ليظهر الله من يؤمن به ويصدقه ومن يكذب به.

ومن لم يصدق آيات الله، ولم يؤمن بها بعد شدة وضوحها، يستحق أليم العذاب، كما حصل بالنسبة لقارون الذي كان من قوم موسى ولكنه – وبعد كل ما رأى – بغى عليهم، فخسف الله به وبداره الأرض.

 

وفي الآية بصيرة:

على المؤمن أن يكون مؤمناً بآيات الله، معتبراً بها، ومستعداً لتصديق آيات الله سبحانه كلها، ولا يكتفي بالشعارات، ومن أعظم آيات الله سبحانه هو الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف، الذي قد لا يؤمن به الكثير ممن يسأل الله اليوم التعجيل في فرجه ساعة ظهوره، لعدم الإستعداد النفسي لتقبل آيات الله تعالى.

 

نسأل الله سبحانه، أن يجعلنا ممن يعتبر بتجارب الماضين، وان يوفقنا للانتفاع بآياته كلها، إنه سميع مجيب، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  سورة الحشر : الآية 2

[2]  الكافي : ج8 ، ص 81

[3] عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية : ج4 ،ص 78

[4]  تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب : ج9 ،ص 596

[5] تفسير القمي : ج2 ،ص 109

[6]علل الشرائع، ج1، ص58.

[7]  سورة الأحقاف : الآية 34

[8] سورة يوسف : الآية 38

[9]  سورة آل عمران : الآية 110

[10] مصباح الشريعة : ص 21

[11] سورة المائدة : الاية 44