Search Website

ميراث عاشوراء (9) – عاشوراء أمل الامة

ميراث عاشوراء (9) – عاشوراء أمل الامة

بسم الله الرحمن الرحیم

{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَ يَسْتَحْيي‏ نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدينَ * وَ نُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ * وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ * }[1].

قد يصاب الانسان بمصيبة، فينكفئ على نفسه وتتحول الحياة بالنسبة اليه حياةً مأساوية، وهكذا حال الامم التي تصاب بالكوارث كالتي تحدث في مختلف العالم، وتنطوي الامة على اثر ذلك وتتراجع عن التقدم، بسبب خور عزيمتهم وضعف ارادتهم.

لقد كانت معركة عاشوراء، معركةً تبعث بالامل في نفوس الامة الاسلامية، رغم عظم المأساة التي جرت فيها على اهل الامام الحسين عليه السلام واهل بيته وصحبه. فلم تؤثر مأساة كربلاء سلباً على الامة فحسب، بل كانت وقوداً لنشاط الامة وتقدمها.

لقد شهدت كربلاء، بعد خمس سنوات، من ماساة عاشوراء، المئات من التوابين الذين قاموا لمقاتلة اعداء الامام الحسين عليه السلام، واقاموا عند سيد الشهداء ليلتهم متخذين شعار (يا لثارات الحسين) منهجاً لحركتهم، وانطلقوا بعد ذلك الى عين الوردة وقاتلوا اعداء سيد الشهداء عليه السلامز

صحيحٌ ان هؤلاء – بدورهم- استشهدوا تحت قيادة سليمان بن صرد، ولكنهم لم يستشهدوا الا بعد قتل الكثير من اعداء الامام الحسين عليه السلام.

وشهدت الكوفة بعد عاشوراء توالي الحركات والانتفاضات على سلطات الجور والعدوان، حتى تمكنوا في النهاية من اسقاط الحكم الاموي، حيث كانت الكوفة اول مدينة يسقط فيها حكم الامويين، وكانت الكوفة منطلقاً لحركة الموالين والمؤمنين، كما كانت مهجر المؤمنين من قبل، اذ لم تكن هجرة الامام علي عليه السلام الى الكوفة واتخاذها عاصمة له حركة ارتجالية.

لقد كانت كربلاء كارثة عالمية في البداية، ولكنها تحولت الى تيار جارف للظلم في الامة الاسلامية، كيف حصل ذلك؟

يمكن ان اسباب تحول كربلاء الى تيار حيوي في الامة هي التالية:

الاول: سبق وان ذكرنا ان الثورات التي تنسجم مع سنن الله سبحانه، تبقى وتخلد، لأن سنن الله سبحانه لا تتغير ولا تتبدل، كما خلدت حركة النبي ابراهيم عليه السلام وسائر الانبياء عليهم السلام، قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماء * تُؤْتي‏ أُكُلَها كُلَّ حينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون‏}[2].

لقد خلد ذكر الانبياء عليهم السلام ومسيرتهم، لأنهم اتبعوا سنن الله سبحانه وساروا على وفقها، وقد ورثهم الامام الحسين عليه السلام، ويوم عاشوراء حوى على كل الرسالات الالهية وقيمهم، ولخصت كربلاء كل ما جرى على الانبياء والرسل.

الثاني: لقد كان الامام الحسين عليه السلام، امام هذا القيام، وقد رسم سلام الله عليه واهل بيته واصحابه سياسة اعلامية لنشر ثورته ومبادئها ومأساتها، وبعبارة اخرى، كان الاعلام جزءاً اساسياً في الثورة الحسينية.

لقد كان المخطط عند الامويين القضاء على الامام الحسين عليه السلام من اول الصبح، ولكن الامام لم يدعهم يقتلوه بسهولة، بل قاوم واصحابه حتى ساعات متأخرة من نهار يوم عاشوراء.

وبعد مقتل الامام عليه السلام، حملت السيدة زينب سلام الله عليها راية ثورة الامام عليه السلام التي كانت بيد ابي الفضل العباس. إن راية ابي الفضل عليه السلام لم تسقط رغم قطع يديه، بل تسلمتها السيدة زينب وبلّغت عنها، منذ اللحظة الاولى، الا ترى كيف انها خاطبت عمر بن سعد حينما كان الامام الحسين يجود بنفسه مناديةً (يا ابن سعد، ايقتل الحسين وانت تنظر؟؟).

وكذلك حمل الامام زين العابدين عليه السلام تلك الراية المباركة، ونشر اهدافها في كل مكان، خصوصاً في معاقل الطغاة والظلمة.

إن الراية التي حملتها السيدة زينب، ودافع عنها الامام زين العابدين، لا زالت خفاقة ومرفوعة. وهكذا ؛ كان التحدي والتبليغ جزءاً من هذه الثورة العظيمة.

إن عاشوراء لم تكن النهاية، بل كانت البداية لحفظ قيم الاسلام وقيم ومبادئ النبي صلى الله عليه واله وسلم، الم يقل الرسول، صلى الله عليه واله:”حُسَيْنٌ‏ مِنِّي‏ وَ أَنَا مِنْ حُسَيْن‏”[3].

الثالث: كانت نهضة الامام الحسين عليه السلام، نهضةً ربانية وقرآنية، تجسد فيها كل تعاليم القرآن الكريم، وقد طلب سلام الله عليه، ان يمهله القوم سواد تلك الليلة، ليتزود بقراءة القرآن وعبادة الله سبحانه وتعالى.

وكما خلد القرآن الكريم، فسيخلد كل ما يربتط به ويجسده، الا ترى كيف خلدت ذكرى النبي موسى عليه السلام، لخلود القرآن، وقد ذكّرتنا ايات الكتاب بقصص النبي موسى عليه السلام وفرعون، في اكثر من سبعين موضع، لاخذ الدروس والعبر منها، والاستفادة منها في واقعنا، لتشابه وضع الامة الاسلامية ببني اسرائيل وقصتهم، فقد قال النبي، صلى الله عليه واله:”لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ- حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ- وَ لَا تُخْطِئُون طَرِيقَتَهُمْ شِبْرٌ بِشِبْرٍ- وَ ذِرَاعٌ بِذِرَاعٍ وَ بَاعٌ بِبَاعٍ- حَتَّى أَنْ لَوْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍ‏ لَدَخَلْتُمُوهُ‏– قَالُوا الْيَهُودَ وَ النَّصَارَى تَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَمَنْ أَعْنِي لَيُنْقَضُ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً- فَيَكُونُ أَوَّلُ مَا تَنْقُضُونَ مِنْ دِينِكُمُ- الْإِمَامَةَ [الْأَمَانَةَ] وَ آخِرُهُ الصَّلَاةَ”[4].

وحينما يحدثنا القرآن الكريم عن قصص الماضين، فانه لا يحدثنا الا عن الجوانب الخالدة من القصص التي تتكرر على مر التاريخ، كما تكرر الكثير من الاحداث منها في يوم عاشوراء.

يقول ربنا عن هذه القصة: { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً } اي جعلهم فئتين { يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ } إن القتل بحد ذاته امرٌ فضيع، واشد انواعه اذا ما كان ذبحاً، وما اشده ان كان على الاطفال والرضع { وَ يَسْتَحْيي‏ نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدينَ * } والقرآن الكريم لا يفصح عما كان يقوم به فرعون وجنده بالنساء، من جرائم وتعديات، وكان فرعون مفسداً في الارض، فكان ذلك بلاءاً عظيماً على الناس { وَ نُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ * } إن ارادة الرب سبحانه، تقتضي رفع المستضعف من مستوى الاستضعاف الى القمة، والاستخلاف، فلا يريد الله ان يجعل المستضعف رجلاً عادياً فحسب، بل يريد ان يجعله قائداً واماماً للامة ووارثاً لارضه، { وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ *} حيث يسقط الرب الرمز المتمثل بفرعون، والدولة (البيوقراطية) المتمثلة بهامان، والجهاز العسكري، المتمثل بجندهما.

وبالفعل فقد دمّر الله كل جند فرعون الذين اخرجهم الى ملاحقة النبي موسى عليه السلام واصحابه، حيث كان عدد الجنود قد بلغ السبعمائة الف رجل، وانتهت سلطة فرعون وانتهى كل شيء وكل رجالاته.

وهكذا ينهي الرب الطغاة والعتاة في الارض، كما شهدنا في حياتنا سقوط الطغاة واحداً تلو الاخر، وجباراً بعد الثاني، وقد عاين الشعب العراقي، كيف ان رجلاً عاتياً بإسم (حسين كامل) وقف في الانتفاضة الشعبانية بعد ان دمّر كربلاء واستباحها، وقف امام حرم الامام الحسين قائلاً:”انت حسين وانا حسين، لنرى من الحسين الحقيقي والمنتصر”.

وانتهى المطاف بهذا الرجل ان يسحب الناس جنازته ويلقونها في القمامه لتأكل الكلاب جيفته النتنه.

أين الطغاة في الارض؟ اين العتاة والمردة؟ انهم جميعاً انتهوا وخبى ذكرهم، من يعرف مكان قبر معاوية؟ وهل له مقامٌ يزار؟ حتى الذي يوالي معاوية ويحبه، يخجل من نفسه ان يعلن مكان قبر معاوية، لأن قبره بات مكاناً لقضاء حاجة الكلاب السائبة.

في المقابل بقي الحسين عليه السلام، وخلد ذكره، ودامت حركته الى يومنا الحاضر، بل صارت ملهمةً لسائر النهضات والثورات.

عاشوراء الثورة:

لقد انطلقت ثورة المؤمنين في ايران في ايام عاشوراء وانتصرت بعيد ايام عاشوراء بعد اعوام من الجهاد والتضحية بإسم الامام الحسين عليه السلام.

ولقد قام (تيبو سلطان) بالسلاح في بنكلور في الهند، ضد الاحتلال البريطاني، وكان هو القائد الوحيد الذي قاوم الاحتلال البريطاني بالسلاح، وكان قيامه في يوم عاشوراء.

وشهد يوم عاشوراء قيام الشباب المؤمن ومحاربتهم للعدو الصهيوني وطرده من جنوب لبنان.

وهكذا في العراق، حيث قرّرت قوات الاحتلال الانسحاب من العراق، والبدء بمرحلة جديدة عبر التعاون بين دولتين مستقلتين، بعد ان عاينوا تعلق الشعب العراقي بالامام الحسين عليه السلام.

وهذه النصرة الالهية للثورة الحسينية تستمر الى قيام الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف.

إن مآساة كربلاء لم تكن بسيطة ويسيرة، الا انها بثّت في الامة روح التحدي والتقدم ومقاومة الظلم والاضطهاد، وفيما يلي نصٌ من الامام زين العابدين عليه السلام، عن السيدة زينب عليها السلام، يدلنا على ان هذه النهضة كانت مخططة من قبل الله سبحانه.

وفي هذا المنشور المبارك بصائر هامة، نذكرها قبل ذكر الحديث:

اولاً: من عظم مصيبة الامام الحسين عليه السلام، فأن السموات والارض كلها بكت على الامام، حتى الحور العين اقمن مجالس العزاء في الجنة، رغم ان الجنة لا تعرف العزاء والحزن، الا انها حيث خلقت من نور وجه الامام الحسين عليه السلام فيقام فيها العزاء على الامام.

ثانياً: ان الرواية عن الامام زين العابدين عليه السلام، حدثته السيده زينب سلام الله عليها، عن ام ايمن، وكان ذلك حينما ارادوا سبيها الى الكوفة، والمعروف ان المسبية في حال الحزن والعزاء، حيث مرّوا بهن على جسد صرعاهم – ويمكن ان يكون ذلك بطلب منهن-، فادخلوهم في ساحة المعركة.

وانا لا ادري ماذا رأوا في تلك الساعة، ولكن وضع الامام زين العابدين عليه السلام، يدل على فضع المصيبة حيث كادت نفسه تخرج، الا ان زينب سلام الله عليها كانت صابرةً وصامدة فرمقته بعينها، وحدثته بهذا الحديث.

ثالثاً: ان الحديث طويلٌ، وقد يطول التحدث به اكثر من ربع ساعة، وكانت السيدة زينب عليها السلام، تحدث به ابن اخيها وهي واقفةٌ على جسد ابي عبد الله الحسين عليه السلام، والاعداء من حولها يهللون ويطبلون، ويثيرون الضجيج، بل وقد يبدر منهم ان يضربوا السيدة زينب والامام بالسياط. والحديث هو:

ورد في كامل الزيارات لابن قولويه، عن قُدَامَةُ بْنُ زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام:”‏ بَلَغَنِي يَا زَائِدَةُ أَنَّكَ تَزُورُ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ عليه السلام أَحْيَاناً.

فَقُلْتُ إِنَّ ذَلِكَ لَكَمَا بَلَغَكَ.

فَقَالَ لِي: فَلِمَا ذَا تَفْعَلُ ذَلِكَ وَ لَكَ مَكَانٌ عِنْدَ سُلْطَانِكَ الَّذِي لَا يَحْتَمِلُ أَحَداً عَلَى مَحَبَّتِنَا وَ تَفْضِيلِنَا وَ ذِكْرِ فَضَائِلِنَا وَ الْوَاجِبُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ حَقِّنَا؟

فَقُلْتُ: وَ اللَّهِ مَا أُرِيدُ بِذَلِكَ إِلَّا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَا أَحْفِلُ بِسَخَطِ مَنْ سَخِطَ وَ لَا يَكْبُرُ فِي صَدْرِي مَكْرُوهٌ يَنَالُنِي بِسَبَبِهِ.

فَقَالَ:وَ اللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَكَذَلِكَ؟

فَقُلْتُ وَ اللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَكَذَلِكَ يَقُولُهَا ثَلَاثاً وَ أَقُولُهَا ثَلَاثاً.

فَقَالَ‏: أَبْشِرْ ثُمَّ أَبْشِرْ ثُمَّ أَبْشِرْ فَلَأُخْبِرَنَّكَ بِخَبَرٍ كَانَ عِنْدِي فِي النُّخَبِ [الْبَحْرِ] الْمَخْزُونِ- فَإِنَّهُ لَمَّا أَصَابَنَا بِالطَّفِّ مَا أَصَابَنَا وَ قُتِلَ أَبِي عليه السلام، وَ قُتِلَ مَنْ كَانَ مَعَهُ- مِنْ وُلْدِهِ وَ إِخْوَتِهِ وَ سَائِرِ أَهْلِهِ وَ حُمِلَتْ حَرَمُهُ وَ نِسَاؤُهُ عَلَى الْأَقْتَابِ يُرَادُ بِنَا الْكُوفَةُ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ صَرْعَى وَ لَمْ يوُارَوْا فَعَظُمَ ذَلِكَ فِي صَدْرِي وَ اشْتَدَّ لِمَا أَرَى مِنْهُمْ قَلَقِي فَكَادَتْ نَفْسِي تَخْرُجُ وَ تَبَيَّنَتْ ذَلِكَ مِنِّي عَمَّتِي زَيْنَبُ الْكُبْرَى بِنْتُ عَلِيٍّ عليه السلام.فَقَالَتْ مَا لِي أَرَاكَ تَجُودُ بِنَفْسِكَ يَا بَقِيَّةَ جَدِّي وَ أَبِي وَ إِخْوَتِي؟

فَقُلْتُ وَ كَيْفَ لَا أَجْزَعُ وَ أَهْلَعُ وَ قَدْ أَرَى سَيِّدِي وَ إِخْوَتِي وَ عُمُومَتِي وَ وُلْدَ عَمِّي وَ أَهْلِي مُصْرَعِينَ بِدِمَائِهِمْ مُرَمَّلِينَ بِالْعَرَاءِ مُسَلَّبِينَ لَا يُكَفَّنُونَ وَ لَا يُوَارَوْنَ وَ لَا يُعَرِّجُ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ وَ لَا يَقْرَبُهُمْ بَشَرٌ كَأَنَّهُمْ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الدَّيْلَمِ وَ الْخَزَرِ فَقَالَتْ لَا يُجْزِعَنَّكَ مَا تَرَى فَوَ اللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَعَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله، إِلَى جَدِّكَ وَ أَبِيكَ وَ عَمِّكَ وَ لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ الميثاق [مِيثَاقَ‏] أُنَاسٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ لَا تَعْرِفُهُمْ فَرَاعِنَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ هُمْ مَعْرُوفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاوَاتِ أَنَّهُمْ يَجْمَعُونَ هَذِهِ الْأَعْضَاءَ الْمُتَفَرِّقَةَ فَيُوَارُونَهَا وَ هَذِهِ الْجُسُومَ الْمُضَرَّجَةَ وَ يَنْصِبُونَ لِهَذَا الطَّفِ‏ عَلَماً لِقَبْرِ أَبِيكَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ لَا يَدْرُسُ أَثَرُهُ وَ لَا يَعْفُو رَسْمُهُ عَلَى كُرُورِ اللَّيَالِي وَ الْأَيَّامِ وَ لَيَجْتَهِدَنَّ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَ أَشْيَاعُ‏ الضَّلَالَةِ فِي مَحْوِهِ وَ تَطْمِيسِهِ فَلَا يَزْدَادُ أَثَرُهُ إِلَّا ظُهُوراً وَ أَمْرُهُ إِلَّا عُلُوّاً فَقُلْتُ وَ مَا هَذَا الْعَهْدُ وَ مَا هَذَا الْخَبَرُ فَقَالَتْ نَعَمْ حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص زَارَ مَنْزِلَ فَاطِمَةَ ع فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ فَعَمِلْتُ لَهُ حَرِيرَةً وَ أَتَاهُ عَلِيٌّ ع بِطَبَقٍ فِيهِ تَمْرٌ ثُمَّ قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَأَتَيْتُهُمْ بِعُسٍّ فِيهِ لَبَنٌ وَ زُبْدٌ فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ عليهم السلام، مِنْ تِلْكَ الْحَرِيرَةِ- وَ شَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله وَ شَرِبُوا مِنْ ذَلِكَ اللَّبَنِ ثُمَّ أَكَلَ وَ أَكَلُوا مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ وَ الزُّبْدِ ثُمَّ غَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله يَدَهُ- وَ عَلِيٌّ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غَسْلِ يَدِهِ مَسَحَ وَجْهَهُ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ نَظَراً عَرَفْنَا بِهِ السُّرُورَ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ رَمَقَ بِطَرْفِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ مَلِيّاً ثُمَّ إِنَّهُ وَجَّهَ وَجْهَهُ نَحْوَ الْقِبْلَةِ وَ بَسَطَ يَدَيْهِ وَ دَعَا ثُمَّ خَرَّ سَاجِداً وَ هُوَ يَنْشِجُ فَأَطَالَ النُّشُوجَ وَ عَلَا نَحِيبُهُ وَ جَرَتْ دُمُوعُهُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ أَطْرَقَ إِلَى الْأَرْضِ وَ دُمُوعُهُ تَقْطُرُ كَأَنَّهَا صَوْبُ الْمَطَرِ فَحَزِنَتْ فَاطِمَةُ وَ عَلِيٌ‏ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ عليهم السلام وَ حَزِنْتُ مَعَهُمْ لِمَا رَأَيْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله، وَ هِبْنَاهُ أَنْ نَسْأَلَهُ حَتَّى إِذَا طَالَ ذَلِكَ قَالَ لَهُ عَلِيٌّ وَ قَالَتْ لَهُ فَاطِمَةُ مَا يُبْكِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَيْكَ فَقَدْ أَقْرَحَ قُلُوبَنَا مَا نَرَى مِنْ حَالِكَ فَقَالَ يَا أَخِي سُرِرْتُ بِكُمْ وَ قَالَ مُزَاحِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ فِي حَدِيثِهِ هَاهُنَا فَقَالَ يَا حَبِيبِي إِنِّي سُرِرْتُ بِكُمْ سُرُوراً مَا سُرِرْتُ مِثْلَهُ قَطُّ- وَ إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْكُمْ وَ أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى نِعْمَتِهِ عَلَيَّ فِيكُمْ إِذْ هَبَطَ عَلَيَّ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اطَّلَعَ عَلَى مَا فِي نَفْسِكَ وَ عَرَفَ سُرُورَكَ بِأَخِيكَ وَ ابْنَتِكَ وَ سِبْطَيْكَ فَأَكْمَلَ لَكَ النِّعْمَةَ وَ هَنَّأَكَ الْعَطِيَّةَ بِأَنْ جَعَلَهُمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَ مُحِبِّيهِمْ وَ شِيعَتَهُمْ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُمْ يُحِبُّونَ كَمَا تُحِبُّ وَ يُعْطَوْنَ كَمَا تُعْطَي حَتَّى تَرْضَى وَ فَوْقَ الرِّضَا عَلَى بَلْوَى كَثِيرَةٍ تَنَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَ مَكَارِهَ تُصِيبُهُمْ بِأَيْدِي أُنَاسٍ يَنْتَحِلُونَ مِلَّتَكَ وَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ مِنْ أُمَّتِكَ بِرَاءٍ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْكَ خَبْطاً خَبْطاً وَ قَتْلًا قَتْلًا- شَتَّى مَصَارِعُهُمْ نَائِيَةً قُبُورُهُمْ خِيَرَةً مِنَ اللَّهِ لَهُمْ وَ لَكَ فِيهِمْ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى خِيَرَتِهِ وَ ارْضَ بِقَضَائِهِ فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَ رَضِيتُ بِقَضَائِهِ بِمَا اخْتَارَهُ لَكُمْ ثُمَّ قَالَ لِي جَبْرَئِيلُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ أَخَاكَ مُضْطَهَدٌ بَعْدَكَ مَغْلُوبٌ عَلَى أُمَّتِكَ مَتْعُوبٌ مِنْ أَعْدَائِكَ ثُمَّ مَقْتُولٌ بَعْدَكَ يَقْتُلُهُ أَشَرُّ الْخَلْقِ وَ الْخَلِيقَةِ- وَ أَشْقَى الْبَرِيَّةِ يَكُونُ نَظِيرَ عَاقِرِ النَّاقَةِ بِبَلَدٍ تَكُونُ إِلَيْهِ هِجْرَتُهُ وَ هُوَ مَغْرِسُ شِيعَتِهِ وَ شِيعَةِ وُلْدِهِ وَ فِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ يَكْثُرُ بَلْوَاهُمْ وَ يَعْظُمُ مُصَابُهُمْ وَ إِنَّ سِبْطَكَ‏ هَذَا وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه السلام مَقْتُولٌ فِي عِصَابَةٍ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ وَ أَهْلِ بَيْتِكَ وَ أَخْيَارٍ مِنْ أُمَّتِكَ بِضِفَّةِ الْفُرَاتِ بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا كَرْبَلَاءُ مِنْ أَجْلِهَا يَكْثُرُ الْكَرْبُ وَ الْبَلَاءُ عَلَى أَعْدَائِكَ وَ أَعْدَاءِ ذُرِّيَّتِكَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي لَا يَنْقَضِي كَرْبُهُ وَ لَا تَفْنَى حَسْرَتُهُ وَ هِيَ أَطْيَبُ بِقَاعِ الْأَرْضِ وَ أَعْظَمُهَا حُرْمَةً يُقْتَلُ فِيهَا سِبْطُكَ وَ أَهْلُهُ وَ أَنَّهَا مِنْ بَطْحَاءِ الْجَنَّةِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ سِبْطُكَ وَ أَهْلُهُ وَ أَحَاطَتْ بِهِ كَتَائِبُ أَهْلِ الْكُفْرِ وَ اللَّعْنَةِ تَزَعْزَعَتِ الْأَرْضُ مِنْ أَقْطَارِهَا وَ مَادَتِ الْجِبَالُ وَ كَثُرَ اضْطِرَابُهَا وَ اصْطَفَقَتِ الْبِحَارُ بِأَمْوَاجِهَا وَ مَاجَتِ السَّمَاوَاتُ بِأَهْلِهَا غَضَباً لَكَ يَا مُحَمَّدُ وَ لِذُرِّيَّتِكَ- وَ اسْتِعْظَاماً لِمَا يَنْتَهِكُ مِنْ حُرْمَتِكَ وَ لِشَرِّ مَا تُكَافَى بِهِ فِي ذُرِّيَّتِكَ وَ عِتْرَتِكَ وَ لَا يَبْقَى شَيْ‏ءٌ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا اسْتَأْذَنَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي نُصْرَةِ أَهْلِكَ- الْمُسْتَضْعَفِينَ الْمَظْلُومِينَ الَّذِينَ هُمْ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ بَعْدَكَ فَيُوحِي اللَّهُ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبَالِ وَ الْبِحَارِ وَ مَنْ فِيهِنَّ إِنِّي أَنَا اللَّهُ الْمَلِكُ الْقَادِرُ الَّذِي لَا يَفُوتُهُ هَارِبٌ وَ لَا يُعْجِزُهُ مُمْتَنِعٌ وَ أَنَا أَقْدَرُ فِيهِ عَلَى الِانْتِصَارِ وَ الِانْتِقَامِ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَأُعَذِّبَنَّ مَنْ وَتَرَ رَسُولِي وَ صَفِيِّي وَ انْتَهَكَ حُرْمَتَهُ وَ قَتَلَ عِتْرَتَهُ وَ نَبَذَ عَهْدَهُ وَ ظَلَمَ أَهْلَ بَيْتِهِ [أَهْلَهُ‏] عَذَاباً لَا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَضِجُّ كُلُّ شَيْ‏ءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ بِلَعْنِ مَنْ ظَلَمَ عِتْرَتَكَ وَ اسْتَحَلَّ حُرْمَتَكَ فَإِذَا بَرَزَتْ تِلْكَ الْعِصَابَةُ إِلَى مَضَاجِعِهَا- تَوَلَّى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَبْضَ أَرْوَاحِهَا بِيَدِهِ وَ هَبَطَ إِلَى الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ مَعَهُمْ آنِيَةٌ مِنَ الْيَاقُوتِ وَ الزُّمُرُّدِ مَمْلُوَّةً مِنْ مَاءِ الْحَيَاةِ وَ حُلَلٌ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَ طِيبٌ مِنْ طِيبِ الْجَنَّةِ فَغَسَّلُوا جُثَثَهُمْ بِذَلِكَ الْمَاءِ وَ أَلْبَسُوهَا الْحُلَلَ وَ حَنَّطُوهَا بِذَلِكَ الطِّيبِ وَ صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ صَفّاً صَفّاً عَلَيْهِمْ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ قَوْماً مِنْ أُمَّتِكَ لَا يَعْرِفُهُمُ الْكُفَّارُ لَمْ يَشْرَكُوا فِي تِلْكَ الدِّمَاءِ بِقَوْلٍ وَ لَا فِعْلٍ وَ لَا نِيَّةٍ فَيُوَارُونَ أَجْسَامَهُمْ وَ يُقِيمُونَ رَسْماً لِقَبْرِ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ بِتِلْكَ الْبَطْحَاءِ يَكُونُ عَلَماً لِأَهْلِ الْحَقِّ وَ سَبَباً لِلْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْفَوْزِ وَ تَحُفُّهُ مَلَائِكَةٌ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ- وَ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَ يَطُوفُونَ عَلَيْهِ وَ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ عِنْدَهُ وَ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لِمَنْ زَارَهُ وَ يَكْتُبُونَ أَسْمَاءَ مَنْ يَأْتِيهِ زَائِراً مِنْ أُمَّتِكَ مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ إِلَيْكَ بِذَلِكَ وَ أَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَ عَشَائِرِهِمْ وَ بُلْدَانِهِمْ وَ يُوسِمُونَ فِي وُجُوهِهِمْ بِمِيسَمِ نُورِ عَرْشِ اللَّهِ هَذَا زَائِرُ قَبْرِ خَيْرِ الشُّهَدَاءِ وَ ابْنِ خَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ سَطَعَ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ ذَلِكَ الْمِيسَمِ نُورٌ تُغْشَى مِنْهُ الْأَبْصَارُ- يَدُلُّ عَلَيْهِمْ وَ يُعْرَفُونَ بِهِ وَ كَأَنِّي بِكَ يَا مُحَمَّدُ بَيْنِي وَ بَيْنَ مِيكَائِيلَ وَ عَلِيٌّ أَمَامَنَا وَ مَعَنَا مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مَا لَا يُحْصَى عَدَدُهُمْ وَ نَحْنُ نَلْتَقِطُ مِنْ ذَلِكَ الْمِيسَمِ فِي وَجْهِهِ مِنْ بَيْنِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُنْجِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ هَوْلِ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَ شَدَائِدِهِ وَ ذَلِكَ حُكْمُ اللَّهِ وَ عَطَاؤُهُ لِمَنْ زَارَ قَبْرَكَ يَا مُحَمَّدُ أَوْ قَبْرَ أَخِيكَ أَوْ قَبْرَ سِبْطَيْكَ لَا يُرِيدُ بِهِ غَيْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَيَجْتَهِدُ أُنَاسٌ مِمَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ مِنَ اللَّهِ وَ السَّخَطُ- أَنْ يَعْفُوا رَسْمَ ذَلِكَ الْقَبْرِ وَ يَمْحُوا أَثَرَهُ فَلَا يَجْعَلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَهُمْ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَهَذَا أَبْكَانِي وَ أَحْزَنَنِي قَالَتْ زَيْنَبُ فَلَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ أَبِي عليه السلام وَ رَأَيْتُ عَلَيْهِ أَثَرَ الْمَوْتِ‏ مِنْهُ قُلْتُ لَهُ يَا أَبَتِ حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ بِكَذَا وَ كَذَا وَ قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ فَقَالَ يَا بُنَيَّةِ الْحَدِيثُ كَمَا حَدَّثَتْكِ أُمُّ أَيْمَنَ وَ كَأَنِّي بِكِ وَ بِنِسَاءِ أَهْلِكِ سَبَايَا بِهَذَا الْبَلَدِ أَذِلَّاءَ خَاشِعِينَ‏ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ‏ فَصَبْراً صَبْراً فَوَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مَا لِلَّهِ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ وَلِيٌّ غَيْرُكُمْ وَ غَيْرُ مُحِبِّيكُمْ وَ شِيعَتِكُم‏..”[5]

 



[1] القصص: 3-6

[2] ابراهيم:24-25

[3] كامل الزيارات: ص 52

[4] تفسير القمي: ج2،ص 413

[5] كامل الزيارات: ص 260-266